معك حيثما الت، و كلّ تاجر من وراء تجارته و أنا اليوم لك من وراء تجارة كلّ تاجر و سيأتيك كرامة [من] اللّه عزّ و جلّ فأبشر، فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه و يعطى الأمان بيمينه و الخلد في الجنان بيساره و يكسى حلّتين، ثمّ يقال له: اقرأ و ارق، فكلّما قرأ آية صعد درجة و يكسى أبواه حلّتين إن كانا مؤمنين ثمّ يقال لهما:
هذا لما علّمتماه القرآن.
[الحديث الرابع]
4- ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن منهال القصّاب، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن و هو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه و دمه و جعله اللّه عزّ و جلّ مع السفرة الكرام البررة و كان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة، يقول: يا ربّ إنّ كلّ عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلّغ به أكرم عطاياك، قال: فيكسوه
قوله: (و كل تاجر من وراء تجارته)
(1) يطلب ربحها لنفسه بنفسه فى هذا اليوم و هو حاجته
(و أنا لك اليوم من وراء تجارة كل تاجر)
(2) أطلب لك كل ربح يطلبه كل تاجر من تجارته، هذا محض الاحتمال و اللّه أعلم بحقيقة الحال.
(فيؤتى بتاج و يوضع على رأسه)
(3) التاج الاكليل و هو ما يصاغ للملوك و يرصع بالجواهر و الجمع تيجان و الياء فى الاصل واو.
(و يعطى الامان)
(4) من العذاب و الخذلان
(بيمينه و الخلد فى الجنان بيساره)
(5) أى يعطى كتاب الامان و الخلد أو يعطى الامان و الخلد فى ملكته فاستعار اليمين و الشمال لان الاخذ و القبض بهما
(و يكسى أبواه حلتين ان كانا مؤمنين)
(6) و قد يخفف العذاب عنهما ان كانا كافرين كما يشعر به كلام بعض الاكابر.
(و يقال هذا لما علمتماه القرآن)
(7) الظاهر أن «ما» مصدرية و القرآن مفعول ثان للتعليم، قال بعض المفسرين اذا قال الولد عند التعلم بسم اللّه الرحمن الرحيم و كان أبواه معذبين رفع اللّه تعالى عنهم العذاب ببركة تعلم الولد.
قوله: (من قرأ القرآن و هو شاب مؤمن)
(8) لعل المراد أن يكون القراءة دأبه و عادته و أن يكون من باب التفهم و التدبر لا مجرد المرة و لا مجرد النطق مع احتماله.
(اختلط القرآن بلحمه و دمه)
(9) يعنى يؤثر فى ظاهره و باطنه و يوجب استقامة أعضائه و قلبه و جوارحه و تستقر فيها المواعظ الربانية و النصائح القرآنية استقرارا تاما لعدم اعوجاجها بالمعاصي المانعة من قبول الحق بعد و من ثم اشتهر أن التعلم فى الصغر كالنقش فى الحجر.
(و كان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة)
(10) أى كان مانعا يمنع عنه فى ذلك اليوم أهواله و مكارهه، و حذف المفعول للدلالة على التعميم.