1- عليّ بن محمّد، عن عليّ بن العبّاس، عن الحسين بن عبد الرّحمن، عن سفيان الحريري، عن أبيه، عن سعد الخفّاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا سعد تعلّموا القرآن فإنّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق و النّاس صفوف عشرون و مائة ألف
قوله (يا سعد تعلموا القرآن)
(1) هو فى اللغة مصدر بمعنى الجمع و القراءة و فى العلم كلام منزل للاعجاز بسورة منه و سمى قرآنا لانه جمع القصص و الامر و النهى و الوعد و الوعيد و الآيات و السور بعضها الى بعض، و الغرض من هذا الحديث هو الحث على مدارسته و ممارسته و تعلمه و فهمه و حفظه و تذكر ما فيه من الامور الغريبة و الاسرار العجيبة بقدر الوسع و الامكان ثم التوقع لشفاعته فى يوم يشفع لمحبيه من أهل الايمان و قد نقل عن بعض المشايخ أنه قال كنت احب قراءة القرآن و أكثر منها، ثم انى اشتغلت بكتابة الاحاديث و العلم فقلت قراءتى و تلاوتى فنمت ليلة فرأيت قائلا يقول:
ان كنت تزعم حبى فلم جفوت كتابى * * * أ ما تدبرت فيه من لذيذ خطابى
فانتبهت فزعا وعدت الى قراءتى (فان القرآن يأتى يوم القيامة فى أحسن صورة نظر إليها الخلق) تصويره بالصورة المذكورة أمر ممكن كتصوير الاعمال و الاعراض بالاجسام كما نطقت به رواياتنا و روايات العامة، و ذهب إليه المحققون من الطرفين فوجب أن لا يستبعد و لا ينكر تعلق القدرة القاهرة به، قال صاحب كتاب اكمال الاكمال لشرح مسلم القرآن يصور بصورة و يجيء بها يوم القيامة و يراها الناس كما تجعل الاعمال صورا و توضع فى الميزان و يقع فيها الوزن و القدرة صالحة لايجاد كل ممكن و الايمان به واجب انتهى كلامه بعبارته و انما كان صورته أحسن الصور لانه كلام رب العزة و هو أحب الخلق إليه فألبسه صورة هى أحسن الصور و أحبها لديه و أيضا حسن الصورة فى القيامة تابع للكمال و كل كمال صورى و معنوى موجود فيه هذا و قيل هذه الصورة هى صورة المسلمين على تقدير رعايته حق الرعاية و الاتيان بجميع ما فيه و لكن لما لم يتيسر لهم جميع ذلك رأوه بصورتهم التى كانت لهم على تقدير الاتيان، و الظاهر أن صورة خاتم الأنبياء أحسن منه لان وجوده تابع لوجوده و لو لا وجوده (ص) لم يوجد أحد من الممكنات فوجوده أحب إليه عز و جل من جميع الممكنات