عليّ بن جعفر، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال:
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يوما لجلسائه: تدرون ما العجز؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، فقال:
العجز ثلاثة أن يبدر أحدكم بطعام يصنعه لصاحبه فيخلفه و لا يأتيه. و الثانية أن يصحب الرّجل منكم الرّجل أو يجالسه يحبّ أن يعلم من هو و من أين هو فيفارقه قبل أن يعلم ذلك، و الثّالثة أمر النساء يدنو أحدكم من أهله فيقضى حاجته و هي لم تقض حاجتها فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص: فكيف ذلك يا رسول اللّه؟ قال: يتحوّس و يمكث حتّى يأتي ذلك منهما جميعا. قال: و في حديث آخر قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّ من أعجز العجز رجل لقى رجلا فأعجبه نحوه فلم يسأله عن اسمه و نسبه و موضعه.
[الحديث الخامس]
5- و عنه عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك أبق منها فإنّ ذهابها ذهاب الحياء.
[الحديث السادس]
6- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن واصل عن عبد اللّه بن سنان قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): لا تثق بأخيك كلّ الثقة فإنّ صرعة الاسترسال لن تستقال.
قوله: (فقال العجز ثلاثة)
(1) لعل المراد به العجز عن الاتيان بالآداب الشرعية و الضعف عن الوفاء بحسن المصاحبة و اداء حقوق المعاشرة و المخالطة.
(فقال يتحوس و يمكث حتى يأتى ذلك منهما جميعا)
(2) يتحوس أى يتحبس و يبطئ و منه تحوس المسافر اذا أبطئ و أقام مع إرادة السفر و تحوس فلان اذا تحبس و أبطأ فى أمره و فى بعض النسخ بالشين المعجمة أى يتنحى عن الحركة و يتأنى فيها.
قوله: (لا تذهب الحشمة بينك و بين أخيك- اه)
(3) الحشمة بالكسر و هى الانقباض عن بعض الامور حياء و اذا ذهب الحياء منهما بالمرة و بطلت العزة و الحرمة صدرت منهما أفعال و أقوال شبيهة بأفعال الاراذل و اللئام و أقوالهم.
قوله: (لا تثق بأخيك كل الثقة)
(4) قال الحكماء وجب اختبار الرجل ثم اختياره للصداقة اذا اختياره قبل اختباره ينجر سريعا الى وحشة الفراق و ذل الانكسار ثم بعد اختياره لا بد من الحزم و عدم الوثوق به كل الوثوق فلا يظهر عليه جميع الاسرار بل يحفظ منها ما يخاف اللوم و سوء العاقبة من افشائه و انتشاره.
(فان صرعة الاسترسال لن تستقال)
(5) فى القاموس الصرع و يكسر الطرح على الارض صرعه كمنعه و الصرعة بالكسر للنوع و منه المثل سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة، و