وجه الكمال و أن الثواب المترتّب عليها على وجه الكمال. و إن وجدتم عقله ناقصا فاعلموا أنّ جميع ذلك ناقص فلا تغترّوا بحسن أعماله و أفعاله و استقامة أحواله ظاهرا و لا تحكموا بمجرّد ذلك على صحّة عقيدته و سلامة قلبه و كمال عمله و ثوابه بل انظروا أوّلا في حسن عقله و كمال جوهره
(فانّما يجازى بعقله)
(1) أي بقدر عقله و للعقل مراتب متفاوتة تفاوتا فاحشا و هو أصل العبادة و أساسها كما قال الصادق (عليه السلام): «العبادة حسن النيّة من الوجوه الّتي يطاع اللّه منها» [1] و ظاهر أنّ ذلك لا يحصل بدون العقل ففضل العبادة و كمال ثوابها بقدر فضل العقل و كماله، و فيه دلالة على أنّ ثواب العالم أفضل من ثواب الجاهل و إن كان الجاهل أعبد منه، و على اختبار حال الشاهد و الراوي و كلّ مخبر و إن كانت أحوالهم حسنة بحسب الظاهر.
[الحديث العاشر]
«الاصل»
10- «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبد اللّه بن» «سنان قال: ذكرت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) رجلا مبتلى بالوضوء و الصلاة و قلت: هو» «رجل عاقل، فقال: أبو عبد اللّه (عليه السلام): و أيّ عقل له و هو يطيع الشيطان؟ فقلت» «له: و كيف يطيع الشيطان؟ فقال: سله هذا الذي يأتيه من أيّ شيء هو، فانّه يقول» «لك: من عمل الشيطان».
«الشرح»
(محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان قال:
ذكرت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) رجلا مبتلى بالوضوء و الصّلاة)
(2) أي بالوسواس في نيتهما أو في فعلهما أو بالمخاطرات الّتي تشغل القلب عنها
(و قلت هو رجل عاقل)
(3) التنكير للتعظيم و التفخيم
(فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): و أيّ عقل له و هو يطيع الشيطان)
[1] رواه الكلينى فى كتاب الايمان و الكفر باب العبادة تحت رقم 4.