responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 429

..........


اللّذات الزّائلة بتذكيرهم لما أعطاهم اللّه من نعمه الجسيمة و مننه العظيمة و ترغيبهم فيما أعدّه لأوليائه و تحريصهم على ما قرّره لأصفيائه و إشارتهم إلى الدّرجات الرفيعة و إرشادهم إلى المقامات العليّة بالمقدّمات اللّامعة و البراهين الساطعة، فمن تبعه أمن من الكفر و العذاب و خلص من البطالة و العقاب، و من فارقه و لم يتمسّك بدينه و لم يعمل بقوانينه و اتّبع رأيه الفاسد المستند إلى النفس الأمّارة أو جاهلا يتكلّم في الدّين بغير بصيرة و لا يقين فقد فارق الأمن و تصدّى للبطالة و الغواية و أورد نقسه مورد الضلالة و المخافة لعدم علمه باصابة رأيه و رأى ذلك الجاهل المتبوع فلا يأمن من الكفر و الخروج من الدّين في هذه النشأة و لا من العقاب في النشأة الآخرة

(فلا يتهنأ بحياة مع مخافة)

(1) في المصادر التهنّؤ «گوارنده شدن» و في الصحاح و النهاية هنأني الطعام يهنئنى و يهنأني و هنئت الطعام أي تهنأت به فالفعل على الأوّل مبنى للفاعل و حياة فاعله و الباء زائدة و كذا على الثانى و فاعله ضمير لفاقد الدّين و الباء للتعدية و لعلّ المراد بالحياة الحياة الدّنيوية و تكدرها بالمخافة الناشية من مفارقة الدّين و من العقل و العلم في الجملة ظاهر و كيف يكون فاقد الدّين و هو عالم آمنا سعيدا و متى يكون عيشه و حياته طيبا رغيدا مع علمه بأنّ له في كلّ قدم خطرا عظيما و في الآخرة عذابا أليما و أمّا الجاهل الفاقد له فإنّه و إن كان أيضا هالكا ضالّا لكن لجهله لا يشعر بالخوف التابع للعلم و مثلهما مثل رجلين مسافرين في مفازة مخوفة عميقة إلى شقّة بعيدة و تركا طريق الأمن الموصل إليها و سلكا طريقا آخر فيه أنحاء من الفساد و الضرر و أنواع من الخوف و الخطر، و يعلم أحدهما أحوال هذا الطريق دون الآخر فإنّ العالم بها حياته مكدّرة و عيشه منغّصة و ربّما يضطرّه مخافة الهلاك إلى ترك الشراب و الطعام و اعتزاله عن فراش الاستراحة و المنام، و أمّا الجاهل بها فإنّه فارغ عن هذا الخوف و الاضطراب و إن كان مشاركا له في الهلاك عند نزول العذاب، أو المراد بالحياة الحياة المعنويّة القلبيّة و هي العلم الإجمالى باللّه تعالى و بكتابه و برسوله و حقّية شرائعه و دينه إلّا أنّه رجع في تفصيله إلى رأيه أو

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست