عن قريب بالمطالب و يفوز بالمآرب لأنّ ذلك سبب لكثرة المعاون و الاصدقاء و ازدياد الناصر و الأخلّاء بخلاف المستعجل فانّه يضيق عليه أمره
(و العلم جنة)
(1) يقي من سهام مكايد الشيطان و سنان مخاطرات النفوس و صولة القوى الشهويّة و الغضبيّة و الدّواعي النفسانية بل من جميع الآفات الدّنيوية و العقوبات الاخروية
(و الصدق عزّ)
(2) المراد بالصدق استقامة اللّسان في القول و الخطاب و ثباته على منهج العدل و الصواب في الصغير و الكبير و القليل و الكثير سواء كان على نفسه أو على اللّه تعالى أو على رسوله أو على الائمة الطاهرين أو على المؤمنين و هو سبب للعزّة و القوّة و الغلبة أو المراد به الاعتقاد الصادق و يؤيّده المقابلة بالجهل لأنّه الاعتقاد الكاذب
(و الجهل ذلّ)
(3) غاية العزّة هي التقرّب باللّه و الارتواء بزلال لطفه و التنعّم برياض قدسه و التّمكن في قلوب العارفين و ذلك لا يحصل إلّا بالعلم و العمل فاذا انتفى العلم و حصل الجهل بسيطا كان أو مركبا ثبت الذّلّ و البعد عن الحقّ و إنّما قابل الصدق بالجهل دون الكذب لئلا يصير الثاني تأكيدا لمضمون الأوّل و التأسيس خير من التأكيد
(و الفهم مجد)
(4) المجد الكرم و الشرف الواسع يعني أنّ الفهم من الصفات الكريمة الشريفة الموجبة لشرافة الذات و رفعة الحسب و جلالة القدر
(و الجود نجح)
(5) النجح و النجاح الظفر بالحوائج يعنى أنّ الجود بالمال و بذله في وجوه الغير و صرفه في مصارف الخير يوجب الظفر بالمطالب الاخروية لأنّ اللّه تعالى يقابل القليل بالجزيل و يورث الفوز بالمآرب الدنيوية لأنّه يجذب قلوب الناس إلى التودّد لصاحبه و يصرف همّتهم إلى الذّبّ عنه و تحصيل مطالبه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الجود حارس الأعراض [1]»
(و حسن الخلق مجلبة للمودّة)
(6) حسن الخلق هو الاعتدال بين طرفي الافراط و التفريط في القوّة الغضبية و الشهويّة، و مجلبة اسم آلة أو مصدر ميميّ و الحمل هنا للمبالغة كما في السوابق. يعني أنّ حسن الخلق مع الناس و مخالطتهم على الوجه