«خشن عنصره غلظ كبده، و من فرّط تورّط، و من خاف العاقبة تثبّت عن» «التوغّل فيما لا يعلم، و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه، و من لم» «يعلم لم يفهم، و من لم يفهم لم يسلم، و من لم يسلم لم يكرم، و من لم يكرم» «يهضم، و من يهضم كان ألوم، و من كان كذلك كان أحرى أن يندم».
«الشرح»
(بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: يا مفضل)
(1) صدّر الحديث بندائه لطلب احضار قلبه و استعداده لما سيتلو عليه من فضائل العقل و رذائل ضدّه
(لا يفلح من لا يعقل)
(2) لأنّ الفوز بالسعادات الدّنيويّة و الاخرويّة لا يتصوّر بدون العقل الّذي هو مبدأ لجميع الخيرات و منشأ لجميع الكمالات، و بدون استيلائه على القوّة الغضبيّة و الشهويّة
(و لا يعقل من لا يعلم)
(3) أى من انتفت عنه حقيقة العلم انتفت عنه حقيقة العقل لأنّ تحقّق حقيقة العقل و قوامها و مراتبها إنّما هو بالعلم فاذا انتفى انتفى، أو من انتفى عنه العلم بقوى النفس و محاسنها و مقابحها فلا يعقل يعنى لا يستولى عقله علي قواه النفسانية ضرورة أنّ استيلاءه عليها متوقّف على العلم بها فاللازم من المقدّمتين إمّا انتفاء حقيقة الفلاح و النجاة عند انتفاء حقيقة العلم، أو انتفاء الفلاح و النجاة من مقابح القوى النفسانيّة عند انتفاء العلم بها و اللّه أعلم
(و سوف ينجب من يفهم)
(4) رجل نجيب أى كريم بيّن النجابة و قد نجب ككرم نجابة إذا كان فاضلا متأدّبا بالآداب النقليّة و العقليّة، و وجه ذلك ظاهر لأنّ الفهيم بنور فهمه يميز بين الحقّ و الباطل و بين الصفات الحسنة و القبيحة فهو بمرور الأيام يكتسب المحاسن و يجتنب عن الرّذايل و يصير عالما فاضلا غالبا على النفس و قواها و هواها حتّى يصير نجيبا في الدّنيا و الآخرة
(و يظفر من يحلم)
(5) الظفر النجاة و الفوز بالخيرات و الحلم بالكسر الاناة تقول منه حلم الرّجل يحلم بضمّ اللّام فيهما إذا تأنّى و لم يستعجل و ذلك ظاهر لأنّ من تأنّى في العقوبة و لم يستعجل فيها و لم يستخفّه سوء الأدب و لم يستفزّه الغضب يظفر