responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 396

..........


و الوعيد و المواعظ و النصائح و جميع ما يحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيمة.

(قال: فقال ابن السكيت: باللّه ما رأيت مثلك قطّ)

(1) باللّه بدون ألف قبل الجلالة على ما هو المصحّح من النسخ و لفظة «باء» تحتمل وجهين الأوّل أن يكون باء القسم أو تاؤه، و الثانى أن يكون حرف النداء للتعجّب و لمّا وقف ابن السكيت على سبب اختصاص كلّ نبي بإعجاز مخصوص من كلام معدن الرّسالة مدحه بقوله «ما رأيت مثلك قطّ» يعنى في العلوم و حضور الجواب، مصدّر بالقسم ترويجا للمدح و تنبيها على أنّه من صميم القلب لا من باب الإطراء و ظاهر اللّسان كما هو شأن أكثر المادحين، أو بكلمة التعجّب إشعارا بأنّ تفوّقه (عليه السلام) على غيره بلغ حدّا يعجز العقول عن الوصول إليه و عن إدراك كميّته و سببه، و يحتمل أن يقرأ يا اللّه بالالف و هو حينئذ للتعجّب مثل لا إله إله اللّه و سبحان اللّه فانّ هذه الكلمات الشريفة كثيرا ما تستعمل للتعجّب و فيه جواز مدح الرّجل مواجهة بالفضائل الموجودة فيه و لكن جوازه مشروط بما إذا لم يكن موجبا لفخر الممدوح و تكبره و لما علم ابن السكيت أنّ كلّ عصر لا يخلو من داع إلى اللّه تعالى إمّا نبى أو وصى نبى، و علم أنّ القرآن حجّة على الخلق و دليل على صدق نبيّنا (صلى اللّه عليه و آله) سأل عن الحجّة على الخلق و الدّليل على صدق الدّاعي بعده بقوله

(فما الحجّة على الخلق اليوم)

(2) إذ الدّعاة متكثّرة و الآراء مختلفة و القرآن غير رافع للاختلاف إلّا بتفسير صادق مؤيّد من عند اللّه تعالى فلا بدّ اليوم من حجّة يتميّز بها الدّاعى الصادق عن غيره

(قال: فقال (عليه السلام): العقل)

(3) و هو خبر مبتدأ محذوف أي الحجّة في هذا اليوم العقل أو مبتدأ خبره قوله

(يعرف به الصادق على اللّه فيصدّقه و الكاذب على اللّه فيكذبه)

(4) لأنّ العقل يحكم بامتناع أن يمضي (صلى اللّه عليه و آله) و يضيع أمّته و لا ينصب لهم خليفة، فمن نصبه فهو الصادق و غيره ممن يدّعى خلافته فهو الكاذب و لأنّ العقل العاري عن شوائب الأوهام يعرف بعد نزول الكتاب و تقرير الدّين و تكميل السنّة أنّ الصادق على اللّه [1] هو الّذي يعلم أحكام الكتاب و السنّة و


[1] تأول الشارح هنا تأويلا حسنا حتى يدفع ما يختلج في الذهن من فساد ظاهر هذا الكلام لان ما يتبادر الى الذهن أن ابن السكيت سأل الامام عن دليل النبوة في هذه الازمنة المتأخرة لان معجزات الأنبياء خاصة بزمانهم فأحال الامام (ع) على العقل و هو أن يعرف صدق النبي الصادق و كذب الكاذب بالعقل فان العقل بعد تتبع سيرة الرجال يعرف دخلة امورهم و هذا باطل جدا لان النبوة سر باطنى بين النبي و بين اللّه تعالى و لا يعرف الا بالاعجاز و خوارق العادات و لا طريق للعقل الى معرفة هذا السر.

و السيارى راوى هذا الحديث متهم بالجعل و الالحاد و كان يزعم كسائر الملاحدة أن الأنبياء كسائر نوابغ العالم فاقوا بعبقريتهم و فطنتهم و قوة ذكائهم و الشارح تأول الكلام على وجه يستلزم كون معجزات نبينا (ص) خصوصا القرآن حجة على اهل زمانه و على من بعده الى يوم القيمة، و بالجملة ظاهر الكلام يدل على ان ابن السكيت سأل عن الحجة على النبوة و الدليل على صحة دعواه (ص) و صرفه الشارح الى السؤال عن الحجة اى الامام في زمانه و الدليل عليه (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست