رسول اللّه (ص) فهذا ابكاني و احزنني (قالت زينب (ع) فلما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه ابي عليه السّلام و رأيت عليه اثر الموت منه قلت له يا أبة حدثتني ام أيمن بكذا و كذا و قد احببت ان اسمعه منك فقال يا بنية الحديث كما حدثتك ام ايمن [1] و كأني بك و بنساء اهلك سبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس فصبرا صبرا فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما للّه على ظهر الارض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم و لقد قال لنا رسول اللّه (ص) حين اخبرنا بهذا الخبر ان ابليس لعنه اللّه في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الارض كلها بشياطينه و عفاريته فيقول يا معاشر الشياطين قد ادركنا من ذرية آدم الطلبة و بلغنا في هلاكهم الغاية و اورثناهم النار إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم على عداوتهم و اغرائهم بهم و اوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج و لقد صدق عليهم ابليس و هو كذوب انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح و لا يضر مع محبتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر (قال زائدة) ثم قال علي بن الحسين «ع» بعد ان حدثني بهذا الحديث خذه اليك ما لو ضربت في طلبه آباط الابل [2] حولا لكان قليلا.
فصاحتها و بلاغتها و شجاعتها الادبية
الفصاحة هي الابانة و الظهور يقال كاتب فصيح و شاعر فصيح و البلاغة هي الوصول و الانتهاء يقال كلام بليغ و انسان بليغ و يجمعهما حسن الكلام (قال ابو هلال العسكري) انما يحسن الكلام بسلاسته
[1] اي صدقت أم أيمن فيما حدثتك به، ثم شرح «ع» لها ما يجري عليها
[2] ضرب آباط الابل كناية عن الركض و الاسعتجال فان المستعجل يضرب برجليه آباط الابل لتعدو به.