و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم اهل بيته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين فعند ذلك يضج كل شيء في السموات و الارضين بلعن من ظلم عترتك و استحل حرمتك فاذا برزت تلك العصابه الى مضاجعها تولى اللّه عز و جل قبض ارواحها بيده و هبط الى الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوءة من ماء الحياة و حلل من حلل الجنة، و طيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء، و البسوها الحلل، و حنطوها بذلك الطيب، وصلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث اللّه قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية، فيوارون اجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماء لاهل الحق و سببا للمؤمنين الى الفوز و تحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم و ليلة و يصلون عليه و يطوفون حوله و يسبحون اللّه عنده و يستغفرون اللّه لمن زاره و يكتبون اسماء من يأتيه زائرا من امتك متقربا الى اللّه تعالى و اليك بذلك و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم [1] نور عرش اللّه، هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الانبياء، فاذا كان يوم القيمة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم و يعرفون به و كأني بك يا محمد بيني و بين ميكائيل و علي أمامنا و معنا من ملائكة اللّه ما لا يحصى عددهم و نحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم اللّه من هول ذلك اليوم و شدائده و ذلك حكم اللّه و عطاؤه لمن زار قبرك يا محمد او قبر اخيك او قبر سبطيك لا يريد به غير اللّه عز و جل و سيجتهد اناس ممن حقت عليهم اللعنة من اللّه و السخط ان يعفوا رسم ذلك القبر و يمحوا اثره فلا يجعل اللّه تبارك و تعالى لهم الى ذلك سبيلا، ثم قال
[1] الميسم بالكسر اسم الآلة التي يكون بها الوسم اي العلامة، و اصله الواو و جمعه مياسم و مواسم الاولى على اللفظ و الثانية على الاصل.