مع أن لازم الوجه الآخر عدم انتقال الذهن إلى معنى مع عدم استناده إلى ذات خاصة، و ذكره منفردا، و هو خلاف الوجدان.
و بما ذكرناه من الأمرين تقدر على دفع جملة مما أورد على القول بالتركب.
و كيف كان فقد استدل المحقق الشريف [1] لعدم اخذ الذات في مفهوم
المشتق، في هامش شرح المطالع، في مقام الاعتراض على الشارح، حيث أجاب عما توهم من عدم تمامية ما ذكره المشهور في تعريف الفكر، بأنه ترتيب أمور معلومة لتحصيل المجهول لأنه ربما يقع المعرف مفردا كالتعريف بالفصل القريب، أو العرض العام [2].
بان ما وقع في التعريف من قبيل المشتق و هو مركب، لأنهما ينحلان إلى شيء ثابت له المبدأ المأخوذ فيه فيكون في الحقيقة ترتيب أمور معلومة.
بما حاصله أن الشيء لا يمكن أخذه في مفهوم الناطق مثلا، إذ لو كان المراد اخذ مصداق الشيء فيه لزم انقلاب مادة إلا مكان الخاص ضرورة، بداهة أن ما
[1] و هو المير سيد علي بن محمد بن علي الحسيني الاسترابادي ولد سنة 740 ه بجرجان و كان متكلما بارعا ... له شرح المطالع و شرح على مواقف القاضي عضد الايجي في علم أصول الكلام، عدّه القاضي نور اللّه التستري من حكماء الشيعة و علمائها، توفي في شيراز سنة 816 ه (الكنى و الألقاب ج 2 ص 358).
[2] راجع حواشي المشكيني ج 1 ص 269 و في الهامش تخريج قول المحقق الشريف: في حاشيته على شرح المطالع ص 11 السطر الأول من الحاشية العليا، عند قول الشارح إلا أن معناه شيء له المشتق منه ...