نام کتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار نویسنده : الجزائري، السيد نعمة الله جلد : 3 صفحه : 240
فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه».
و قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): «أنه كان كله في السفط، و تركات جميع النبيين، حتى عصى آدم و نوح (عليهما السّلام)، و تركة هود و صالح (عليهما السّلام)، و مجموع إبراهيم (عليه السّلام)، و صاع يوسف، و مكيال شعيب و ميزانه، و عصا موسى و تابوته الذي فيه بقيّة ما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة، و درع داود و خاتمه، و خاتم سليمان و تاجه، و رحل عيسى و ميراث النبيين و المرسلين (عليهم السّلام) في ذلك السفط.
و عند ذلك يقول الحسني: يابن رسول اللّه أسألك أن تغرز هراوة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في هذا الحجر الصلد و تسأل اللّه أن ينبتها فيه.
و لا يريد بذلك إلّا أن يري أصحابه فضل المهدي (عليه السّلام) حتى يطيعوه و يبايعوه.
و يأخذ المهدي الهراوة فيغرزها فتنبت فتعلو و تفرع و تورق، حتى تظل عسكر الحسني.
فيقول الحسني: اللّه أكبر يابن رسول اللّه، مدّ يدك حتى أبايعك.
فيبايعه الحسني و سائر عسكره إلّا أربعة آلاف من أصحاب المصاحف و المسوح الشعر المعروفون بالزيدية، فإنّهم يقولون: ما هذا إلّا سحر عظيم».
ثم ساق الحديث إلى قوله: «إن أنصفتم من أنفسكم و أنصفتموه» نحوا ممّا مرّ و لم يذكر بعده شيئا [1].
فائدة فيما يتعلق بهذا الحديث الشريف:
أمّا تاريخ الولادة، فهو خلاف المشهور كما عرفت، و أمّا سرّ من رأى فالمشهور أنه بناها المعتصم و لعل المتوكل أتم بناءها و تعميرها، فلهذا نسبت إليه.
و في القاموس: سرّ من رأى: بضم (السين) و (الراء)، أي سرور، و بفتحهما و بفتح الأول و ضم الثاني و سامرا، و مدّه البحتري في الشعر و كلاهما لحن، و ساء من رأى بلد لمّا شرع في بنائه المعتصم، ثقل ذلك على عسكره، فلمّا انتقل بهم إليها سرّ كل منهم برؤيتها فلزمها هذا