responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 57

لانّه قبل الكون والمكان، وأوجد الاكوان بقوله: (كُنْ) أزال العلل عن ذاته بالدرك[1] وبالعبارة عنه وبالاشارة، فلا يبلغ أحد شيئاً من كنه معرفته ; لانّه لا يعلم أحد ما هو إلاّ هو، حيّ قيّوم لا أوّل لحياته، ولا أمد لبقائه، احتجب عن العقول والافهام، كما احتجب عن الابصار فعجز العقل عن الدرك، والدرك عن الاستنباط،وانتهى المخلوق الى مثله، وأسنده الطلب الى شكله. انتهى.

وقولهم: «كلّ صنع» عبّروا بالمصدر عن اسم المفعول، كقوله تعالى: (هذا خلقُ الله)[2] .

ومن الجهل البيّن أن يطلب العبد المقهور بـ «كُنْ» درك ما لا يُدرك، كيف ؟ وقد تنزّه عن أن يُدرك بالحواسّ، أو يتصوّر بالعقل الحادث والقياس، مَنْ لا يدركه العقل من جهة التمثيل، ويُدركه من جهة الدليل.

فكلّ ما يتوهّمه العقل لنفسه فهو جسم، وله نهاية في جسمه وجنسه ونوعه وحركته وسكونه، مع ما يلزمه من الحدود والمساحة ; من الطول والعرض وغير ذلك من صفات الحدث، تعالى عن ذلك.

فهوالكائن قبل الزمانوالمكان، وهوالاوّل قبل سوابق العدم،الابدي بعد لواحق القِدَم، ليس كذاته ذات، ولا كصفاته صفات، جلّت ذاته القديمة ـ التي لم تُسبق بعدم ـ أن يكون لها صفة حادثة،كما يستحيل أن يكون للذات الحادثة صفة قديمة.

قال تعالى: (أولا يذكُرُ الانسانُ أنَّا خلقناهُ مِنْ قبلُ ولم يكُ شيئاً)[3] .


[1] قوله «بالدرك» متعلق بمحذوف فيما يظهر، تقديره: وأعجز الخلقَ عن أن يحيطوا به بالدرك... الى آخره. والدرك: الادراك. انتهى مصحّحه.

[2] لقمان: 11.

[1] مريم: 37.

نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست