نام کتاب : دَفْعُ الشُبَه عن الرسول(ص) والرسالة نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 50
كقوله تعالى: (وجاء ربُّكَ) أي جاء أمره، وهذا مذهب السلف.
المرتبة الثانية: التأويل وهو مقام خطر.
المرتبة الثالثة: القول فيها بمقتضى الحسّ، وقد عمّ جهله الناقلين ; إذ ليس لهم علوم المعقولات التي بها يعرف ما يجوز على الله ـ عزّ وجلّ ـ وما يستحيل.
فإنّ علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه، فإذ عدموها تصرّفوا في النقل بمقتضى الحسّ.
ولو فهموا أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لا يوصف بحركة ولا انتقال ولا جارحة ولا تغير، لما بقوا على الحسّيات التي فيها عين التشبيه وهو كفر بالقرآن أعاذنا الله من ذلك.
ولا شكّ أنّ مذهب السكوت أسلم وقد ندم خلق من أكابر المتكلّمين على الخوض في ذلك.
قال أبو المعالي الجويني في آخر عمره: «خليتُ أهل الاسلام وعلومهم، وركبتُ البحر الاعظم، وغُصْتُ في الذي نهوا عنه، والان رجعتُ الى قولهم: عليكم بدين العجائز، فإن لم يُدركني الحقّ بلطفه وأموت على دين العجائز، وإلاّ فالويل لابن الجويني».
قال أبو الوفاء بن عقيل: معنى دين العجائز أنّ المدقّقين بالغوا في البحث والنظر، ولم يشهدوا ما يشفي العقل من التعليل، فوقفوا مع المراسم واستطرحوا، وقالوا: لاندري.
وسئل الامام أحمد ـ قدس الله روحه ـ عن الاستواء، فقال «هو كما أخبر، لا كما يخطر بالبشر».
فانظر ـ وفقك الله وارشدك الى الحقّ ـ الى هذه العبارة ما أرشقها وعلى اتباعه