و لعل مسك ختام هذه الجولة الواسعة الأطراف أن نردّد مع عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي قوله في أبي طالب: «إنه لولاه لما قامت للاسلام دعامة» ، «و إن حقّه واجب على كلّ مسلم في الدنيا إلى أن تقوم الساعة» ، و قال:
و لو لا أبو طالب و ابنه # لما مثل الدين شخصا فقاما
فذاك بمكة آوى و حامى # و هذا بيثرب جسّ الحماما
تكفّل عبد مناف بأمر # و أودى فكان عليّ تماما
فقل في ثبير مضى بعد ما # قضى ما قضاه و أبقى شماما
فلله ذا فاتحا للهدى # و للّه ذا للمعالي ختاما
و ما ضرّ مجد أبي طالب # جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضرّ إياة الصباح # من ظنّ ضوء النهار الظلاما