«لما حضرت أبا طالب-رض-الوفاة، دعا أولاده و اخوته و أحلافه و عشيرته، فأكّد عليهم الوصاة في نصر النبي-ص-و مؤازرته، و بذل النفوس دون مهجته، و عرفهم ما لهم في ذلك من الشرف العاجل و الثواب الاجل»
[81]، و قال في ذلك شعرا يجده القارئ في تضاعيف الديوان.
ثم دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمفرده إليه، فأوصاه بوصية خاصة به، جاء فيها:
«إذا أنا متّ فائت أخوالك من بني النجّار فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم»
و توفي أبو طالب على أثر ذلك، بعد أن تحمّل في سبيل الرسالة و الرسول كل صنوف الأذى و ألوان الارهاب، و بعد أن جاهد و كافح فلم يدّخر وسعا و لم يدع زيادة لمستزيد.
و كانت وفاته بعد خروجه من الشّعب بثمانية و عشرين يوما، في السنة العاشرة من البعثة الشريفة