أ عينيّ جودا بارك اللّه فيكما # على هالكين ما ترى لهما مثلا
على سيّد البطحاء و ابن رئيسها # و سيدة النسوان أوّل من صلّى
مصابهما خلّى لي [7] الهمّ و الجوى # فبتّ أقاسي منهما الحزن و الثكلا
مهذّبة قد طيّب اللّه خيمها [8] # مباركة اللّه [9] ساق لها الفضلا
لقد نصرا في اللّه دين محمد # على من بغى في الدين لا يرقب الالاّ [10]
فقلت: أكتبنيها، فأملاها عليّ، فما رأيت جنازة يؤثر فيها العلم غيرها.
و قال أمير المؤمنين عليّ-رضي اللّه عنه-يرثي أبا طالب:
أبا طالب عصمة المستجير # و غيث المحول و نور الظّلم
(5/أ) لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ # فصلّى عليك وليّ النّعم
و لقّاك ربّك رضوانه # فقد كنت للطّهر من خير عم [11]
و قالت صفية بنت عبد المطلب ترثي أبا طالب:
بكيت أخي ذا المكرمات و من له # على الناس فضل لا تناوله اليد
أخبرنا أبو بشر أحمد بن ابراهيم بن معلّى بن أسد العمّي قال: أخبرني محمد بن هارون الهاشمي [12] ، عن الزّبير بن بكّار [13] :
[7] خلّى لي: أرسل لي.
[8] الخيم: الخلق و الطبيعة و السجية.
[9] كذا في الأصل: و في بحار الأنوار: 35/143-و قد وردت هذه الأبيات فيه-: (و اللّه) .
[10] الإلّ: القرابة.
[11] وردت هذه الأبيات الثلاثة معزوّة لعليّ (ع) في الحجة: 24 و تذكرة الخواص: 12.
[12] هو محمد بن هارون بن عيسى المعروف بابن برية، له ترجمة في تاريخ بغداد: 3/356.
[13] المتوفى سنة 256 هـ، تهذيب التهذيب: 3/312.