أباغث الطّير تراءت صقرها، # فحل وغى ينسي الفحول هدرها [1]
لأصبحتنا، و وقينا شرّها، # ظلماء أمر لا تكون فجرها
عيون المجد و الفخر
(السريع)
يمدح أبا سعيد بن خلف و يهنئه بخلع السلطان عليه.
قرّت عيون المجد و الفخر # بخلعة الشّمس على البدر
صبّت على عطفيه أطرافها # معلمة بالعزّ و النّصر
كأنّها خلعة ثوب الدّجى، # في عاتق العيّوق و النّسر [2]
زرّ عليه الملك فضفاضها، # و إنّما زرّ على البحر
خطوت فيها غير مستكبر، # خطو السّها في خلع الفجر
جاءت عوانا من تحيّاته، # و أنت منها في على بكر
فكلّ يوم أنت في صدره # فارس طرف الحمد و الأجر
تغدو بك الأيّام نهّاضة # تطلع من مجد إلى فخر
فانهض فلو رمت لحاق العلى # صافحت أيدي الأنجم الزّهر
و لو زجرت المزن عن صوبه، # لضنّت الأقطار بالقطر [3]
[1] الأباغث: طيور لا تصيد اللحوم، و في قوله: أباغث تراءت صقرها تذكير بالمثل: إن البغاث بأرضنا تستنسر.
[2] العيّوق: نجم يجاور الثريا-النسر: كوكب، و هناك نسران يقال لأحدهما النسر الطائر و للآخر النسر الواقع.
[3] المزن: الغيم الماطر-الصوب: المطر-ضنت الأقطار: نصب الأقطار بنزع الخافض، و المراد: ضنت على الأقطار.