responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 28

كم عبرة موّهتها بأناملي، # و سترتها متجمّلا بردائي‌

أبدي التّجلّد، للعدوّ، و لو درى # بتململي لقد اشتفى أعدائي‌

ما كنت أذخر في فداك رغيبة، # لو كان يرجع ميّت بفداء

لو كان يدفع ذا الحمام بقوّة # لتكدّست عصب وراء لوائي‌

بمدربين على القراع تفيّئوا # ظلّ الرّماح لكلّ يوم لقاء

قوم إذا مرهوا بأغباب السّرى، # كحلوا العيون بإثمد الظّلماء [1]

يمشون في حلق الدّروع كأنّهم # صمّ الجلامد في غدير الماء

ببروق أدراع و رعد صوارم، # و غمام قسطلة و وبل دماء [2]

فارقت فيك تماسكي و تجمّلي، # و نسيت فيك تعزّزي و إبائي‌

و صنعت ما ثلم الوقار صنيعه # ممّا عراني من جوى البرحاء [3]

كم زفرة ضعفت فصارت أنّة، # تمّمتها بتنفّس الصّعداء

لهفان أنزو في حبائل كربة، # ملكت عليّ جلادتي و غنائي‌ [4]

و جرى الزّمان على عوائد كيده # في قلب آمالي، و عكس رجائي‌

قد كنت آمل أن أكون لك الفدا # ممّا ألمّ، فكنت أنت فدائي‌

و تفرّق البعداء بعد مودّة # صعب، فكيف تفرّق القرباء

و خلائق الدّنيا خلائق مومس # للمنع آونة، و للإعطاء

طورا تبادلك الصّفاء، و تارة # تلقاك تنكرها من البغضاء

و تداول الأيّام يبلينا كما # يبلي الرّشاء تطاوح الأرجاء [5]


[1] مرهوا: ابيضت أعينهم-الأغباب، جمع غبب: الغامض من الأرض.

[2] القسطلة: غبار الحرب-الوبل: المطر الغزير. في الأبيات الخمسة الأخيرة يعمد الشاعر الى الاستطراد، ناسيا أو متناسيا المناسبة، ليعود من ثم الى الرثاء.

[3] البرحاء: شدّة الألم و الأذى.

[4] أنزو: أتخبّط-جلادتي و غنائي: تصبّري و اكتفائي.

[5] الرشاء: الحبل-تطاوح: ترامي-الأرجاء، جمع رجا: حافة البئر.

نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست