نام کتاب : ديوان ابن الفارض نویسنده : ابن الفارض جلد : 1 صفحه : 132
فذو المحاسن لا تحصى محاسنه # و بارع الأنس لا أعدم به أنسا [1]
كم زارني، و الدّجى يربدّ من حنق # و الزّهر تبسم عن وجه الذي عبسا [2]
و ابتزّ قلبي، قسرا، قلت، مظلمة # يا حاكم الحبّ هذا القلب لم حبسا!؟ [3]
غرست باللّحظ وردا، فوق وجنته # حقّ لطرفي أن يجني الذي غرسا!! [4]
فإن أبى، فالأقاحي منه لي عوض # من عوّض الدّرّ عن زهر، فما بخسا [5]
إن صال صلّ عذاريه، فلا حرج # أن يجن لسعا، و أني أجتني لعسا [6]
[1] البارع: الماهر الفائق على أمثاله. الأنس عكس الوحشة.
م. ص. في البيت إشارة إلى الآية الكريمة: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللََّهِ لاََ تُحْصُوهََا و المحاسن هي الحق المتجلي لكل صورة و البارع وجه الحق تعالى و الانس هو النظر إلى وجه الحق.
[2] الدجى: الظلمة و المقصود الليل. يربد: يتهجم. الحنق: الغيظ و الغضب.
م. ص. الدجى: كناية عن ظلمة الأكوان. و الحنق كناية عن عالم الأكوان و الإعراض عن وجه اللََّه تعالى. و الدهر من اسماء اللََّه «لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو اللََّه» و التبسم الكشاف الأمر الرباني.
[3] ابتزّ: سلب. القسر: القهر. لم استفهامية و حركت بالسكون لاستقامة الوزن.
م. ص. حاكم الحب هو المحبوب الحقيقي و القلب الذي سلب كناية عن قلب المريد الذي استولت المحبة عليه فسببت له الظلم و القهر و هذا فضل على المريد عظيم.
[4] اللحظ: النظر. الوجنة: كرسي الخد. الورد: لون الخدود.
م. ص. زرعت باللحظ كناية إلى المراقبة الإلهية و الورد كناية عن حمرة الروحانية السارية في الكائنات و الوجنة كناية عن ارتقاء العارفين في الملكوت. و الطرف كناية عن البصيرة.
[5] الاقاحي: من الزهور و المقصود خد الحبيب. الدر: الجوهر. بخس: انتقص من القيمة.
م. ص. الاقاحي كناية عن ظهور الأمر الإلهي و الوجنة هي شهود غلبة الروح على طبيعة الجسد و الدر كناية عن العلوم العلية.
[6] صال: جال. الصل: الحية. العذار: جانب اللحية. اللعس: السمرة في الشفاء.
م. ص. العذار كناية عن ظهور آيات الجمال بالمحاسن الكونية و اللعس حلاوة التوحيد التي تظهر من شهود الأمر الإلهي.
نام کتاب : ديوان ابن الفارض نویسنده : ابن الفارض جلد : 1 صفحه : 132