نام کتاب : ديوان ابن الفارض نویسنده : ابن الفارض جلد : 1 صفحه : 128
و إذا سألتك أن أراك حقيقة، # فاسمح، و لا تجعل جوابي: «لن ترى» ! [1]
يا قلب!أنت و عدتني في حبّهم # صبرا، فحاذر أن تضيق و تضجرا [2]
إنّ الغرام هو الحياة، فمت به، # صبّا، فحقّك أن تموت، و تعذرا [3]
قل للّذين تقدّموا قبلي، و من # بعدي، و من أضحى لأشجاني يرى [4]
عني خذوا، و بي اقتدوا، و لي اسمعوا، # و تحدّثوا بصبابتي بين الورى [5]
[1] في هذا البيت تلميح إلى قصة سيدنا موسى (ع) حين طلب لقاء ربه فقال تعالى: لَنْ تَرََانِي . و اعترض كثير من الصوفية على هذا البيت فإذا تعذرت الرؤية على كليم اللََّه فكيف تطلبها نفس الشيخ ابن الفارض و المهم في الأمر أن شيخنا طلب الرؤية في الآخرة و ليس في الحياة الدنيا.
م. ص. في البيت تأكيد ان الخالق لا يرى. لذلك صرف الأمر إلى السؤال و السؤال يقين بأن الحق لا يرى فهو منزه عن المادة.
م. ص: الوفاء بالوعد كناية عن القيام بالعهد و هو على المؤمن قدر لا نفاد منه.
و الضيق و الضجر من سمات أهل الدنيا على خلاف العارفين السالكين طريق النور.
[3] المعنى الصوفي: ان الغرام و الحب الصوفي هو العلاقة بين الطارئ و الازلي و الوسيلة بين التواضع و التكبر. و موت القلب في حب اللََّه هو الحياة الحقيقة.
[4] الذين تقدموا: الشيوخ من أهل السلوك. الأشجان: الأحزان.
م. ص. الخطاب للقلب كما ورد في البيت السابق فموت القلب باللّه هو الحياة الحقيقية و هو العبرة لمن تقدم و لمن يتأخر. فالكل يعود إلى امر اللََّه تعالى.
[5] اقتدوا: فعل أمر من اقتدى بمعنى تمثل أو سار على خطى. الصبابة: شدة العشق.
الورى: الخلق.
م. ص. عني خذوا: تعلموا علوم الرحمن تعالى التي تفيض عني و الخطاب للسالكين الذين يهضمون أنفسهم تارة و يتضاءلون لعظمة القدرة تارة أخرى أو يشطحون بسبب المواقف و لوامع المعارف.
نام کتاب : ديوان ابن الفارض نویسنده : ابن الفارض جلد : 1 صفحه : 128