فيجهّزه النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) [ (1)] و قال: «إنّ زاهرا باديتنا، و نحن حاضرته» [ (2)]. و كان دميما [ (3)]، فأتاه النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) يوما، و هو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه و هو لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ و التفت فعرف النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) [ (4)]، و جعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) يقول: «من يشتري منّي العبد»، فقال: يا رسول اللَّه، إذا و اللَّه تجدني كاسدا، فقال: «لكن أنت عند اللَّه غال».
صحيح غريب [ (5)].
و قال خالد بن عبد اللَّه الواسطيّ، عن حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى، عن أسيد بن الحضير قال: بينا رجل من الأنصار عند النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) يتحدّث، و كان فيه مزاح يحدّث القوم و يضحكون، فطعنه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) في خاصرته، فقال: اصبر لي [ (6)]، قال: «أصطبر»، قال: لأنّ عليك قميصا، و لم يكن عليّ قميص. فرفع النّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) قميصه، فاحتضنه و جعل يقبّل كشحة و يقول: إنّما أردت هذا يا رسول اللَّه.
رواته ثقات [ (7)].
و قال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: ما حجبني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) منذ أسلمت، و لا رآني إلّا تبسّم [ (8)].
[ (1)] في المسند زيادة «إذا أراد أن يخرج».
[ (2)] في المسند «حاضروه» و كان النبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) يحبّه».
[ (3)] في (ع) «ذميما».
[ (4)] في المسند زيادة «فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلم) حين عرفه».
[ (5)] رواه أحمد في المسند 3/ 161 و 6/ 133.
[ (6)] في سنن أبي داود «أصبرني».
[ (7)] رواه أبو داود في الأدب (5224) باب في قبلة الجسد.
[ (8)]
رواه البخاري في الجهاد و السير 4/ 25، 26 باب من لا يثبت على الخيل، و بقيّة الحديث: «إلا تبسّم في وجهي. و لقد شكوت إليه أنّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري و قال: اللَّهمّ ثبّته و اجعله هاديا مهديّا»، و في مناقب الأنصار 4/ 232 باب ذكر جرير بن عبد اللَّه البجلي رضي اللَّه عنه، و فيه: «و لا رآني إلا ضحك»