مسائل العلم عوارض ذاتية له. و ذكروا في تعريف العرض الذاتي: إنّه ما يعرض الشيء بلا واسطة أو مع الواسطة المساوية داخليّة كانت أو خارجيّة.
توضيح ذلك: أن العارض (يعني المحمول على الشيء بمفاد كان الناقصة) إمّا أن يكون بلا واسطة أصلا أو يكون معها، و على الثاني إمّا أن تكون الواسطة داخلية أو خارجية.
فالواسطة الداخلية بالإضافة إلى ذيها تكون أعمّ أو مساوية و لا يمكن أن تكون أخص لأنّها جزء الشيء و جزئه لا يكون أخصّ منه، حيث إنّه جنسه أو فصله، فالعارض الشىء بواسطة فصله مثل ادراك الكلّيات و العارض للانسان بواسطة الناطق، العارضة له بواسطة جنسه كالحركة القصدية العارضة بواسطة الحيوان.
(و لا يخفى أنّ الحركة القصديّة غير الحركة الإراديّة حيث إنّ الحركة الإراديّة لا تكون في غير الإنسان من سائر الحيوانات).
الواسطة الخارجية تكون بالإضافة إلى المعروض مساوية أو أعم أو أخصّ أو مباينة، و الأوّل كعروض الضحك للإنسان بواسطة التعجب المساوي له حيث لا يوجد في غيره من سائر الحيوان، و الثاني كعروض الحركة القصدية للمتكلم بواسطة الحيوان، و الثالث كعروض إدراك الكلّيات للحيوان بواسطة الناطق، و الواسطة المباينة كالنّار في عروض الحرارة للماء و كالسفينة في عروض الحركة لجالسها. فهذه أقسام سبعة.
و العرض الذاتي منها ما يعرض الشيء بلا واسطة أو مع الواسطة المساوية داخلية كانت أو خارجية.
و الغريب منها ما يعرض له بواسطة خارجية أعمّ أو أخصّ أو مباينة و اختلفوا