responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 1  صفحه : 316

لا وجه له، فإنّ المستحيل إنّما هو الحقيقي منها لا الإنشائي الإيقاعي، الذي يكون بمجرد قصد حصوله بالصيغة، كما عرفت، ففي كلامه تعالى قد استعملت في معانيها الإيقاعية الإنشائية أيضا، لا لإظهار ثبوتها حقيقة، بل لأمر آخر حسب ما يقتضيه الحال من إظهار المحبة أو الإنكار أو التقرير إلى غير ذلك، و منه ظهر أن ما ذكر من المعاني الكثيرة لصيغة الاستفهام ليس كما ينبغي أيضا.

و الداعي إلى إنشائه قد يكون قصد الفهم، فيكون استفهاما حقيقيا، و قد يكون حصول الإقرار ممّن توجّه إليه طلبه أو الإنكار أو غير ذلك، فيكون إقرارا أو استفهاما إنكاريا أو غير ذلك، و عليه فلا وجه للالتزام بأنّ هذه الصيغ إذا استعملت في كلامه (تعالى) تنسلخ عن معانيها الموضوعة لها؛ لاستحالة مثل هذه المعاني في حقّه (تبارك و تعالى) التي تستلزم العجز و الجهل؛ و ذلك لأنّ الصيغ لم توضع للحقيقي من معانيها، بل الموضوع له فيها الإنشائي منها، غاية الأمر الداعي إلى إنشائها قد يكون غير ثبوتها حقيقة حسب ما يقتضيه الحال.

أقول: يمكن أن يقال: إنّ أداة التمنّي و الترجّي وضعت لإظهار الصفة النفسانية (أي إظهار ثبوتها) و أنّ التمنّي يطلق على هذا الإظهار، إلّا أنّ إبراز ثبوتها قد يكون لثبوتها واقعا، فيكون تمنّيا و ترجّيا حقيقة، و قد يكون الإظهار لغرض آخر من طلب الفعل و نحوه.

و إن شئت التوضيح فلاحظ الجمل الخبرية في موارد الكنايات، فإنّها موضوعة لإظهار ثبوت محمولاتها لموضوعاتها و لكنّ الإظهار تارة يكون لحكاية الثبوت الواقعي، و أخرى لثبوت أمر آخر، حيث إنّ قول القائل (زيد كثير الرماد) لا يكون لغرض الحكاية عن ثبوت مدلول الجملة واقعا، بل لغرض ثبوت ما يلازم مدلولها.

نام کتاب : دروس في مسائل علم الأصول نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست