نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي جلد : 1 صفحه : 522
هيئة «افعل» يدلّ على شيئين: أحدهما: أنّها ظاهرة في الوجوب، و ثانيهما: أنّها وضعت للبعث و التحريك الوجوبي، و لكن في الجمل الخبريّة نحن بصدد إثبات الظهور فقط، و هو أعمّ من الحقيقة؛ إذ لا شكّ في جريان أصالة الظهور في الاستعمالات الحقيقيّة و المجازيّة، فيستفاد ظهورها في الوجوب- بعد القطع بعدم جريان التبادر فيها- من نفس الروايات؛ بأنّ محطّ النظر و محور سؤال الراوي يشهد على ذلك، فإنّ زرارة- مثلا- قال: قلت له (عليه السلام): أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره أو شيء من المني، فعلّمت أثره إلى أنّ اصيب له الماء، فحضرت الصلاة و نسيت أنّ بثوبي شيئا و صلّيت، ثمّ إنّي ذكرت بعد ذلك؟
و معلوم أنّه لا يتوهّم أحد أنّ زرارة سئل عن استحباب الإعادة و عدمه، بل العرف يستفيد أنّه سئل عن وجوب الإعادة و عدمه، فتحمل جملة «تعيد الصلاة»- لمطابقة الجواب مع السؤال- على الوجوب، و الغرض من هذا التعبير أنّ الإمام (عليه السلام) لمّا كان في مقام البعث فالمناسب له الإتيان بما يؤكّد، و حيث إنّ الإخبار بالوقوع يدلّ على شدّة الطلب و الاهتمام بالمطلوب و إرادة إيجاده بحيث لا يرضى بتركه، و لذا أخبر بوقوع المطلوب و أتى بالجملة الخبريّة.
هذا ما يستفاد من كلام صاحب الكفاية (قدّس سرّه).
و يستفاد من كلام الإمام (قدّس سرّه) [2] أنّ البعث و التحريك في الجمل الخبريّة متضمّن للتشويق بلسان الإخبار، فقول الوالد لولده: ولدي يصلّي أو يقرأ
[1] الوسائل 3: 479، الباب 42 من أبواب النجاسات، الحديث 2.