responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي    جلد : 1  صفحه : 138

إخبار صحيح حتّى مع عدم علم المتكلّم من زمان السير و انتهائه، و هذا دليل على أنّه لا دخل للجزئيّة الخارجيّة في المعاني الحرفيّة؛ إذ الموضوع له فيها كالوضع يكون كلّيّا.

إن قلت: إنّ المراد من الجزئيّة هي الجزئيّة الذهنيّة، بأنّ كلمة «من» وضعت للابتداء الذي لوحظ وصفا و آلة للغير، و لعلّ هذا المعنى يستفاد من كلام النحويّين في مقام تعريف الحرف، من أنّه كلمة تدلّ على معنى في غيره.

قلنا: و في هذا المعنى إشكالات متعدّدة:

منها: أنّ المولى إن قال: «سر من البصرة إلى الكوفة» فلا شكّ في أنّه قابل للامتثال أوّلا، و الامتثال يكون بالسير الخارجي ثانيا، فعلى هذا يكون الامتثال مباينا للمأمور به؛ إذ المأمور به مقيّد بالأمر الذهني، و الامتثال بالسير يتحقّق بالأمر الخارجي، و بينهما بون بعيد.

و منها: أنّ اللحاظ لو كان موجبا للجزئيّة فلم لا يكون موجبا لها في الأسماء، فإنّ معنى الابتداء عبارة عن الابتداء الذي لوحظ مستقلّا، و لازم ذلك أن يكون المعنى في الأسماء أيضا جزئيّا.

و منها: أنّ تحقّق الاستعمال يحتاج إلى لحاظين- يعني لحاظ اللّفظ و المعنى- فإنّه عمل إرادي، و كلّ عمل إرادي مسبوق باللحاظ، و لكن بلحاظ كونه وصفا إضافيّا يحتاج إلى تصوّر اللفظ، إلّا أنّ هذا التصوّر لكثرة انس الذهن بالألفاظ و المعاني كان سريع التحقّق و بلا التفات إليه.

إذا عرفت هذه المقدّمة فنقول: إنّ في جملة «سرت من البصرة إلى الكوفة» تتحقّق معاني اسميّة و حرفيّة، و لا نشكّ في أنّ المعاني الاسميّة- كالبصرة، و الكوفة، و السير- تحتاج إلى لحاظين، و لكن في كلمة «من» و «إلى» مع أنّهما

نام کتاب : دراسات في الأصول - تقريرات نویسنده : السيد صمد علي الموسوي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست