قوامها بيد المعتبر، فللمعتبر أن يعتبر الصلاة اسما في وعاء الوضع لخصوص الأركان منحصرا فقط خاصّة، و الحال أنّ الأركان في حدّ ذاتها إنّما تكون من سنخ المقولات و الماهيّات المتأصّلة التي يدور أمرها بين الوجود و العدم، كالتكبيرة التي تكون من مقولة كيف المسموع، و الركوع الذي يكون من سنخ مقولة الوضع، و هكذا السجود و غيرها من الأركان؛ و لأجل ذلك يصحّ أن يعتبر المعتبر ماهية اعتبارية تكون هي المركّبة من الماهيّات المتأصّلة المتعدّدة نظير الصلاة و الحجّ.
و كيف كان، فقد مثّلنا لهذا السنخ من الاعتبار و الوضع في الدورة السابقة بلفظ (الدار) من باب التوضيح و سهولة التناول، إذ من الواضح أنّ باني الدار و معمار العمارة يلاحظ كلمة (الدار) فيعتبرها اسما في مقام الوضع و الاعتبار للجدران و الحوض و القبّة، و لكن لا على نحو الانحصار، بل على نحو الأعمّ من ذلك، بحيث لو زاد فيها أشياء اخرى أيضا يصحّ انطباق لفظ الدار عليها و إطلاقها عليها بعنوان الحقيقة و المسمّى الواقعي الحقيقي.
كما إذا بنى دارا ذات طبقات متعدّدة بحيث تكون كلّ طبقة مشتملة على المطبخ و الحمّام و البيوتات مع ما لها من التزيينات الحديثة و القديمة.
نعم، لا تصدق الدار على مجرّد الحيطان و الفضاء، بل لا بدّ في صدق كلمة الدار بعد إحداث الباب و الحيطان لا أقلّ من بناء قبّة واحدة فيها، و أمّا بالنسبة إلى الزيادة فلا تضرّ بصدق الدار بلت ما بلت، إذ من البديهي بالضرورة من الوجدان صحّة إطلاق الدار على الدار التي هي مشتملة على الأزيد من الطبقات و ما لها من المتعلّقات.
فإذا عرفت ذلك من أنّ كلمة لفظ الدار تكون لا بشرط من حيث الزيادة في عالم الصدق و الانطباق، فاعلم أنّه لا مانع من أن يكون لفظ (الصلاة) في عالم