فكلّ فرد من موارد استعمال هذه الأسماء و بعض الضمائر مثل (هذا) و (ذاك) و (ذلك) و (إيّاك) و (اولئك) و (تلك) حين الاستعمال مقرون بواحدة من الحركات من أجزاء البدن من العين أو الحاجب و اليد و الإصبع من الأصابع أو الرأس. نعم، في الأغلب تكون الإشارة حين الاستعمال باليد.
فعلم من جميع ما ذكرناه في المقام أنّ الموضوع له و مفهوم المفرد المذكّر ليس إلّا كلّيا في طبيعي المعنى، و أنّه يكون قابلا للانطباق على الكثيرين، بخلاف ما يستفاد من أسماء الإشارات و بعض الضمائر، فإنّه عبارة بحسب الحقيقة و الذات عن واقع تلك المصاديق من ذكر المفهوم الكلّي عند التكلّم بهذه الأسماء في مقام الإشارة.
و لكن لا يذهب عليك أنّه ليس مرادنا من واقع تلك المفاهيم المشار إليها بأسماء الإشارة الفرد الخارجي، بل مصداق المفرد المذكّر بعنوان البدل. فعلى ضوء هذا البيان صارت النتيجة أنّ وضع أسماء الإشارة و بعض الضمائر إنّما يكون من قبيل الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ، بخلاف ما ذهب إليه هو (قدّس سرّه)، فإنّه لا يجتمع مع الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ، و لأجل ذلك أنكر الوضع العامّ و الموضوع له الخاصّ في مرحلة الإثبات مع إمكانه في مرحلة الثبوت.
و في الختام: إنّ الصحيح في المقام عبارة عن أنّ أسماء الإشارة و بعض الضمائر و أمثالهما إنّما اعتبرت و وضعت للحكاية و الدلالة على بيان قصد تفهيم مفاهيمها و معانيها خارجا حين الإشارة، و عندها في مقام التخاطب خاصّة لا مطلقا. فإذن لا يمكن إبراز تفهيم تلك المفاهيم و المعاني من دون الاقتران بالإشارة و المواجهة و التخاطب، فكان كلّ ناطق و متكلّم بها متعهّدا في اعتقاده و نفسه و وجدانه متى أراد تفهيم معانيها أن يتكلّم بها مقترنة بهذين الأمرين.
فكلّ كلمة من هذه الأسماء مثل كلمة «هذا أو ذاك» غير دالّة على معانيهما