نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 71
الإبداع
50 *
89-إبداع أخلاقه إيداع خالقه # في زخرف الشّعرا فاسجع بها وهم [1]
الإبداع: هو أن يأتي الشاعر في البيت الواحد بعدّة أنواع، أو في القرينة الواحدة من النثر، و ربّما كان في الكلمة الواحدة ضربان من البديع، و متى لم يكن كذلك فليس بإبداع، كقوله تعالى: وَ قِيلَ يََا أَرْضُ اِبْلَعِي مََاءَكِ وَ يََا سَمََاءُ أَقْلِعِي وَ غِيضَ اَلْمََاءُ وَ قُضِيَ اَلْأَمْرُ وَ اِسْتَوَتْ عَلَى اَلْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ اَلظََّالِمِينَ (44) [2] .
هذه الآية الشريفة استخرج منها زكيّ الدين [3] بن أبي الأصبع أنواعا كثيرة من البديع، منها: المناسبة التامّة بين «أقلعي» و «ابلعي» [4] ، و المطابقة اللطيفة [5] بذكر [6] «الأرض» و «السماء» ، و المجاز في قوله تعالى [7] : وَ يََا سَمََاءُ[8] ، و مراده «مطر السماء» ؛ و الاستعارة في قوله [9] : أَقْلِعِي[10] ، و الإشارة في قوله تعالى: وَ غِيضَ اَلْمََاءُ[11] ، فإنّه [12] عبّر بهاتين اللفظتين [13] عن معان [14] كثيرة؛ و التمثيل في قوله [تعالى] [15] : وَ قُضِيَ اَلْأَمْرُ[16] ، فإنّه [17] عبّر عن هلاك الهالكين و نجاة الناجين