و في السنّة[الشريفة] [2] النبويّة من الكنايات ما لا[يكاد] [3] يحصى، كقوله، (صلّى اللّه عليه و سلّم) [4] : «لا يضع العصا [5] عن عاتقه» [6] ؛ كناية عن كثرة [7] الضرب أو كثرة السّفر. و حكى ابن المعتزّ أنّ العرب كانت تقول لمن به أبنة [8] : «أنت تحتي [9] العصا» [10] ؛ و أنشد[من مجزوء الرجز]:
و من نخوة العرب و غيرتهم كانت كنايتهم عن حرائر النساء بـ «البيض» ، و قد جاء القرآن العزيز بذلك، فقال، سبحانه و تعالى [14] : كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) [15] .
و قال امرؤ القيس في معلّقته[من الطويل]:
و بيضة خدر لا يرام خباؤها # تمتّعت من لهو بها [16] غير معجل [17]
أي ربّ [18] بيضة خدر، يعني [19] امرأة كالبيضة في صيانتها لا يرام خباؤها لعزّها [20] . و من لطائف الكنايات قول بعض العرب[من الوافر]:
ألا يا [21] نخلة من ذات عرق # عليك و رحمة اللّه السّلام