نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 259
ترجيح المعاني على الألفاظ، لا [1] سيّما و بالعدول عن الطباق اللفظيّ، حصل في البيت الطباق [2] و الجناس معا، و ما كان فيه الطباق و الجناس معا أفضل ممّا ليس فيه سوى الطباق فقط [3] ، و لو عدل المتنبّي إلى ما ذكره المعرّيّ لفاته هذا الفضل، و اللّه أعلم [4] .
فقد [5] ثبت من هذا البحث، أنّ بيت المتنبّي لا يصلح أن يكون شاهدا على هذا الباب، لأنّه لم يعصه فيه شيء و لم يطعه فيه [6] غيره.
و كذلك بيت الشيخ صفيّ الدّين [7] الحليّ [8] في بديعيته [9] ، و هو قوله:
لهم تهلّل وجه بالحياء كما # مقصوره مستهلّ من أكفّهم [10]
[فإنّه ذكر في شرحه أنّه أراد الجناس بين [11] «الحياء» و «الحيا» ، فلم يطعه الوزن [12] ، و لمّا [13] عصاه الوزن و تعذّر التجنيس عدل إلى لفظة «مقصوره» ، و هو ردف لفظة «الحيا» فأطاعه الجناس المعنويّ بإشارة ردفه إليه. انتهى. ] [14]
قلت: و الذي قرّره الشيخ صفيّ الدّين [15] الحليّ [16] أيضا محال، و لو قال[من البسيط]:
لهم تهلّل وجه بالحياء كما # لنا الحيا مستهلّ من أكفّهم [17]
لحصل له ما أراد من الجناس، و طهر [18] من ثقل «مقصوره» ، و حصل [19] لبيته