فمدحه بالشجاعة أيضا [1] ، و ألغز [2] في ردّ الرّسل‌ [3] عمّا أتوا به، و صدّهم عن مطلوبهم، و التهاون بمرسلهم، و استتبع في باقي‌ [4] البيت مدحه بالكرم لعصيان الملام في الهبات.

و يعجبني هنا قول أبي بكر الخوارزميّ‌[من الكامل‌]:

سمح البديهة ليس يمسك لفظه‌ [5] # فكأنّما ألفاظه من ماله‌ [6]

فإنّه مدحه بذلاقة اللسان على وجه استتبع الكرم.

و بيت الشيخ‌ [7] صفيّ الدّين‌ [8] الحليّ‌ [9] في بديعيته‌ [10] على هذا النوع قوله:

الباذلو النفس بذل الزاد [11] يوم قرى # و الصّائنو العرض صون الجار و الحرم‌ [12]

و بيت العميان:

تجري دماء الأعادي من سيوفهم # مثل المواهب تجري من أكفّهم‌ [13]

و بيت الشيخ عزّ الدين‌ [14] الموصليّ‌ [15] ، [على هذا النوع، هو قوله‌] [16] :

يستتبعون ببذل العلم بذل ندى # و يحفظون المعالي حفظ عرضهم‌ [17]

و بيت بديعيّتي:

يحمون مستتبعين العفو إن ظفروا # و يحفظون وفاهم حفظ دينهم‌ [18]

[و قلت بعده في نوع الطاعة و العصيان‌]:

[1] في ط: «إيماء» .

[2] في ب، و: «و العزّ» .

[3] في د، ك: «الرسائل» .

[4] في ط: «آخر» .

[5] في د، و: «لفظة» .

[6] البيت في ديوانه ص 381؛ و فيه:

«و كأنّما» ؛ و نفحات الأزهار ص 295.

[7] «الشيخ» سقطت من و.

[8] «صفيّ الدين» سقطت من ب.

[9] «الحلّيّ» سقطت من ط، و.

[10] «في بديعيته» سقطت من ب، و.

[11] في د: «الزاد» .

[12] البيت في ديوانه ص 700؛ و نفحات الأزهار ص 295؛ و شرح الكافية البديعية ص 288.

[13] في ط: «كفوفهم» . و البيت في الحلّة السيرا ص 140.

[14] «عز الدين» سقطت من ب.

[15] «الموصليّ» سقطت من د، ط، و.

[16] من ب.

[17] البيت في نفحات الأزهار ص 295.

[18] البيت سبق تخريجه.

غ