نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 219
و تعجّب السامع، و ما يمشي بغير آلة أعجب ممّا يمشي بآلة [1] ، فلذلك كان تقديمه ملائما لمقصود الآية الشريفة، ثم ثنّى بالأفضل فالأفضل [2] ، فأتى بما [3] يمشي على رجلين [4] ، و هو الآدميّ و الطير، لتمام خلق الإنسان و كمال صورته، و لمّا في الطير [5] من عجب [6] الطيران الدّالّ على الخفّة مع ما فيه من كثافة [7] الأرضيّة، و ثلّث بما يمشي على أربع لأنّه أحسن الحيوان البهيم [8] و أقواه، فتضمّنت هذه الكلمات [9] التي هي بعض آية عدّة من المحاسن، و هي: صحّة التفسير، و صحّة التقسيم، مع مراعاة الترتيب، و الإشارة، و ائتلاف [10] اللفظ مع المعنى، و حسن النسق.
و الفرق بين «التفسير» و «الإيضاح» أنّ «التفسير» تفصيل الإجمال، و «الإيضاح» رفع الإشكال، لأنّ المفسّر من الكلام لا يكون فيه إشكال.
و بيت الشيخ [11] صفيّ الدين [12] الحليّ [13] على التفسير قوله:
هم النجوم بهم يهدى [14] الأنام و ينـ # جاب الظّلام و يهمي صيّب الدّيم [15]