أنّ بعضهم‌ [1] جاءوا إليه بغلامين غلب عليهما السّكر، فقال لأحدهما: من أبوك؟ فقال‌[منشدا] [2] [من الطويل‌]:

أنا ابن الّذي لا تنزل‌ [3] الدّهر قدره # و إن نزلت يوما فسوف تعود

ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره # فمنهم قيام حولها و قعود [4]

فأطلقه و عظم‌ [5] في عينه، و قال: هذا أبوه من بيت كبير، و قال للآخر: من أبوك؟فقال‌[منشدا] [6] [من المنسرح‌]:

أنا ابن من دانت الرّقاب له # ما بين مخزومها و هاشمها

تأتي إليه الوفود خاضعة [7] # يأخذ من مالها و من دمها [8]

فقال الوالي: ما أشكّ أنّ هذا أبوه كان‌ [9] ملكا شجاعا، فأمر بإطلاقهما [10] ، فلمّا انصرفا، كان في المجلس‌ [11] رجل نبيه فقال للوالي: [اعلم أنّ‌] [12] الشابّ الأوّل كان أبوه فوّالا، و الثاني كان أبوه حجّاما، فأعجب الوالي منهما [13] ذلك، فقال‌ [14] [من المنسرح‌]:

كن ابن من شئت و اكتسب أدبا # يغنيك مضمونه‌ [15] عن النّسب‌

إنّ الفتى من يقول: ها أنا ذا # ليس الفتى من يقول: كان أبي‌ [16]

[1] «أنّ بعضهم» سقطت من ط؛ و في ب:

«أنّهم» .

[2] من ب.

[3] في ب، ط، و: «ينزل» .

[4] البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.

[5] في ب، د، و: «و قد عظم» .

[6] من ب.

[7] في ط: «تأتيه بالرغم و هي صاغرة» .

[8] البيتان لم أقع عليهما في ما عدت إليه من مصادر.

[9] في ب، د، و: «كان أبوه» .

[10] في ب، د، و: «بإطلاقه» .

[11] في ب، د، و: «بالمجلس» .

[12] من ب.

[13] في ط: «منه» .

[14] في ب: «و أنشد يقول» ؛ و في د، و:

«و قال» .

[15] في نسخة مطبوعة بشرح عصام شعيتو:

«و يروى: محموده» » .

[16] البيتان للإمام عليّ، كرّم اللّه وجهه، في ديوانه ص 37؛ و فيه: «محموده» .