نام کتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب نویسنده : ابن حجة الحموي جلد : 4 صفحه : 100
التي [1] ادّعيت فيها الربوبية دون سائر النجوم، و في النجوم ما هو أعظم منها. و منه قوله تعالى [2] : وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاََّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لََكِنْ لاََ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ[3] ، فإنّه سبحانه [4] ، خصّ «تفقهون» دون «تعلمون» لما في الفقه من الزيادة على العلم، و المراد الذي يقتضيه معنى هذا الكلام، التفقّه [5] في معرفة كنه التسبيح من الحيوان البهيم [6] و النبات [7] و الجماد الذي تسبيحه بمجرّد وجوده الدالّ على قدرة موجده و مخترعه.
و من الأمثلة الشعريّة قول الخنساء[من الوافر]:
يذكّرني طلوع الشمس صخرا # و أذكره لكلّ [8] غروب شمس [9]
فخصّت هذين الوقتين بالذكر[دون غيرهما] [10] ، و إن كانت تذكره [11] في [12] كلّ وقت، لما في هذين الوقتين من النكتة [13] المتضمّنة للمبالغة في وصفه بالشجاعة و الكرم، لأنّ طلوع الشمس وقت الغارات على العدى، و غروبها وقت وقود النيران للقرى.
و بيت الشيخ صفيّ الدّين [14] الحليّ في بديعيته على التنكيت [15] قوله [16] [فيه، عن النبيّ، (صلّى اللّه عليه و آله و صحبه و سلّم] [17] :
و آله أمناء اللّه من شهدت # لقدرهم سورة «الأحزاب» بالعظم [18]
[9] البيت في ديوانها ص 191؛ و تحرير التحبير ص 500؛ و نفحات الأزهار ص 173؛ و شرح الكافية البديعية ص 275؛ و نضرة الإغريض ص 35؛ و المزهر 2/ 336؛ و فيه: «و أندبه» مكان «و أذكره» .