نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 122
يقول سفيان الثوري لأحد تلاميذه : يا شعيب ، لا ينفعك ما كتبت حتَّى ترى الصلاة خلف كل برٍّ وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ، والصبر تحت لواء السلطان جار أم عدل .
سبحان الله !! كما لو كان إقرار الظالمين على ظلمهم ، والسكوت عنهم ، وتحمُّل إسرافهم وبذخهم في بيت المال ، وإفسادهم للناس من أصول الدين ، لا يُقبل منه عمله وسعيه إلاّ به !!!
ويقول علي بن المديني : لا يحلُّ لأحد يؤمن بالله أن يبيت ليلة إلاَّ عليه إمام ، برَّاً كان أو فاجراً ، فهو أمير المؤمنين ، والغزو مع الأُمراء ماضٍ إلى يوم القيامة ـ البرّ والفاجر ـ لا يترك ، وليس لأحد أن يطعن عليهم ، ولا ينازعهم ، ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة ، قد بَرِئ مَن دفعها إليهم ، وأجزأت عنه برَّاً كان أو فاجراً ، وصلاة الجمعة خلفه ، وخلف مَن ولاّه جائزة قائمة ركعتان ، مَن أعادها فهو مبدع تارك للإيمان مخالف ، وليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم يَرَ الجمعة خلف الأئمة مَن كانوا ـ برَّهم وفاجرهم ـ والسنّة أن يصلّوا خلفهم ، لا يكون في صدورهم حرج من ذلك ...
سبحان الله العظيم !! إنَّ هذا غاية ما يتمنَّاه الجبّارون المقترفون للإثم ، المنتهكون لحرمات الله ، الساعون في الأرض فساداً . ولا يقف صاحب الفتوى عند هذه الحدود ، حتّى يبلغ أقصى ما يطلبه هؤلاء الظلمة المستكبرون ، الذين يسعون في الأرض فساداً ، فيقول : ثمَّ لا يَكُون في صِدُورِهِم حَرَجٌ مِنْ ذلِك .
ويزيد عليه شارح الطحاوية ، فيقول : بل من الصبر على جورهم
نام کتاب : حوار في التسامح والعنف نویسنده : معهد الرسول الأكرم(ص) جلد : 1 صفحه : 122