شرعية القرعة بهذه الآية في عدّة أخبار [1] فلا وجه للمناقشة فيها، و أيضا قال تعالى وَ ما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ[2] و أمّا السنّة فقد ورد ثبوت القرعة في أخبار كثيرة قد أنهاها النراقي في عوائده [3] إلى خمس و أربعين رواية من الخاصة، مضافا إلى الخبر العامي المشهور من أنّ القرعة لكل أمر مشكل أو مشتبه [4].
منها: ما يدل على عموم مشروعيتها في كل مشتبه كالنبوي العامي المذكور و كرواية محمد بن حكيم على ما رواه الصدوق في الفقيه و الشيخ في التهذيب «قال سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن شيء فقال (عليه السلام) كل مجهول ففيه القرعة، قلت له (عليه السلام) إنّ القرعة تخطئ و تصيب، فقال: كلّ ما حكم اللّه به فليس بمخطئ» [5].
و منها: ما يدلّ على وجوب إعمالها في خصوص واقعة وقع الإشكال فيها كباقي أخبار الباب [6].
ثم إنّ الظاهر أنّ اعتبار القرعة من باب الأصل دون الأمارة، بل لا يمكن أن يكون اعتبارها من باب الدليل و الأمارة على مذاق المصنف، لما تقدّم منه في ميزان الفرق بين الأصل و الدليل من أنّ ما كان بنفسه ناظرا إلى الواقع و كان