إنّ من حظي بلقيا شيخنا المصنّف- طاب رمسه- انبهر بما امتاز به من سلوكيّة رائعة، و خلوص تام، و طهارة بيّنة، نلمسها ممّا كتبوه عنه، فهاك العلّامة الدربندي إذ يقول: كان أتقى الناس في زمانه و في هذه الأزمنة، و أورعهم و أزهدهم. و بالجملة؛ كان في الحقيقة عالما عاملا بعلمه، متأسّيا مقتديا بالأئمّة الهداة (صلوات اللّه عليهم)، فلأجل خلوص نيّته و صفاء عزيمته، و صل كلّ من تلمّذ عنده مرتبة الاجتهاد، و صاروا أعلاما في الدين [6].
و مع كلّ ما امتاز به من عظمة و غور علمي و فكري، نجده أمام النصّ و أئمة الهدى- (سلام اللّه عليهم)- ذليلا خاضعا، كما قال في «معارف الرجال»: كان يراعي في أواخر عمره ما كانت عادته عليه من زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، و إحراز