و ثمانين آية. و قد يقال: بأنّ هذه ليست كيفية مستقلّة، بل تضمّ هذه الآيات إلى السور بقرينة أنّ المستحبّ قراءة سورة كاملة بعد الحمد في النافلة، فلا يحسن من النبيّ (صلى الله عليه و آله و سلم) استمراره على خلافه، خصوصاً و قد روي عنه (صلى الله عليه و آله و سلم): «أنّه كان يقرأ في آخر صلاة الليل سورة الدهر» ( [1]).
3- بل و كذا ما ذكر لها من الكيفية أيضاً من قراءة عشر آيات في كلّ ركعة على ما يقتضيه ظاهر الموثّق: «من قرأ خمسمائة آية في يومٍ و ليلة في صلاة النهار و الليل كتب اللّٰه له في اللوح المحفوظ قنطاراً من حسنات، و القنطار ألف و مائتا اوقيّة، الاوقيّة أعظم من جبل احد» ( [2]).
4- بل و كذا الكيفيّة الاخرى أيضاً، و هي قراءة التوحيد و القدر و آية الكرسي في كلّ ركعة؛ للمروي عن ثواب الأعمال بإسناده عن أبي الحسن العبدي عن الصادق (عليه السلام): «من قرأ قل هو اللّٰه أحد و إنّا أنزلناه و آية الكرسي في كلّ ركعة من تطوّعه فقد فتح اللّٰه [له] ( [3]) بأفضل أعمال الآدميّين إلّا من أشبهه أو زاد عليه» ( [4])، خصوصاً و الذي فيه «من قرأ» بل و خصوصاً مع قوله (عليه السلام): «أو زاد عليه».
5- و نحوه ما قيل أيضاً من قراءة سورة المزّمّل في الجميع؛ لخبر منصور بن حازم عن الصادق (عليه السلام): «من قرأ سورة المزّمّل في العشاء الآخرة أو في آخر الليل كان الليل و النهار شاهدين له مع سورة المزّمّل و أحياه اللّٰه حياة طيّبة، و أماته ميتة طيّبة» ( [5]).
6- و أمّا الكيفيّة الاخرى [لصلاة الليل]- و هي قراءة التوحيد في الجميع؛ لما رواه صفوان الجمّال قال: سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: «صلاة الأوّابين الخمسون كلّها بقل هو اللّٰه أحد» ( [6])- فقد يحمل دليلها على إرادة الإجزاء؛ لخبر صفوان أيضاً عنه (عليه السلام): «قل هو اللّٰه أحد تجزي في خمسين صلاة» ( [6]).
7- كما أنّ الكيفيّة الاخرى لها [/ لصلاة الليل] أيضاً لم نعرف لها دليلًا بالخصوص، و هي قراءة إحدى السور المنصوص عليها في النوافل كالزلزلة و الرحمن و الحواميم، أو في مطلق الصلاة كالدخان و الممتحنة و الصفّ و ن و الحاقّة و نوح و الانفطار و الانشقاق و الأعلى و الغاشية و الفجر و التين و التكاثر و أرأيت و الكوثر و النصر. و لنوعٍ من الاعتبار جعل العلّامة الطباطبائي ( [8]) جميع ما سمعت كيفيّات متعدّدة، حتى أنهاها إلى ثلاثة عشر بضميمة ما في خبر رجاء بن [أبي] الضحّاك معها، و هو أنّه كان (عليه السلام) إذا صار الثلث الأخير من الليل قام من فراشه و عمل بالتسبيح و التحميد و التكبير و التهليل و الاستغفار، فاستاك ثمّ توضّأ ثمّ قام إلى صلاة الليل، فصلّى ثمان ركعات، يسلّم في كلّ ركعتين، يقرأ في الأوّلين منها في كلّ ركعة الحمد مرّة و قل هو اللّٰه أحد ثلاثين مرّة، ثمّ يصلّي صلاة جعفر بن أبي طالب أربع ركعات- إلى أن قال:- ثمّ يقوم فيصلّي الركعتين الباقيتين، يقرأ في الاولى الحمد و سورة الملك، و في الثانية الحمد و هل أتى الحديث. و الأمر في ذلك سهل حيث كان الأمر مندوباً يتسامح فيه، و اللّٰه أعلم.
[1] الوسائل 6: 129، ب 53 من القراءة في الصلاة، ح 1.
[2] الوسائل 6: 138، ب 62 من القراءة في الصلاة، ح 1.