responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 242

................

-


2- و لعدم سقوط الميسور بالمعسور و نحوه الذي يمكن رفع المناقشة فيه هنا بأنّ الحركة إنّما وجبت تبعاً للقراءة المعلوم سقوطها في المقام؛ بأن يدّعى جزئية الحركة من القراءة أو كالجزء الذي هو مدلول الخبر المزبور، لا أنّه مقدّمة خارجيّة لا مدخلية لها في مسمّى القراءة. و ظنّي أنّ المراد من الخبر المزبور ما هو المتعارف في حاله من إبراز مقاصده بتحريك لسانه و إشارته بإصبعه، فلا بدّ حينئذٍ له من معرفة المعنى هنا و لو في الجملة حتى يتحقّق منه الإشارة، و يكون بها مع التحريك كاللفظ من الصحيح الذي لا يحتاج معه إلى معرفة المعنى؛ لأنّه قد جاء بما يفيده في نفس الأمر. و لعلّه إلى هذا أومأ الشهيد في المحكي عن بيانه و دروسه و ذكراه ( [1])، فاعتبر عقد القلب بمعنى القراءة. بل قال في الأخير: «و لو تعذّر إفهامه جميع معانيها افهم البعض و حرّك لسانه به، و امر بتحريك اللسان بقدر الباقي و إن لم يفهم معناه مفصّلًا، و هذه لم أر فيها نصّاً» ( [2]). بل لعلّ ذلك هو مراد غيره من المتن و نحوه ممّن اعتبر عقد القلب بالقراءة. لكن استشكله في جامع المقاصد بأنّه «لا دليل على وجوب ذلك على الأخرس و لا غيره، و لو وجب ذلك لعمّت البلوى أكثر الخلائق، و الذي يظهر لي أنّ مراد القائلين بوجوب عقد قلب الأخرس بمعنى القراءة وجوب القصد بحركة اللسان إلى كونها حركة للقراءة؛ إذ الحركة صالحة لحركة القراءة و غيرها، فلا تتخّصّص إلّا بالنيّة كما نبّهنا عليه في جميع الأبدال السابقة، و قد صرّح المصنّف بذلك في المنتهى، فقال: و يعقد قلبه؛ لأنّ القراءة معتبرة، و قد تعذّرت فيأتي ببدلها، و هو حركة اللسان» ( [3]). و فيه:

1- إنّه لا تلازم بين وجوبه على الأخرس و بين الوجوب على غيره، حتى تعمّ البلوى أكثر الخلائق.

2- على أنّ الفرق بينهما بصدور اللفظ المستقلّ في إفادة المعنى و إن لم يعرفه المتلفّظ به من الثاني دون الأوّل في غاية الوضوح.

3- كما أنّ الدليل عليه- بعد أن عرفت المراد من خبر السكوني و أنّه جارٍ على ما هو المشاهد من إبراز مقاصده- كذلك.

4- بل قد يدّعى أنّ الأصل هو المعنى، و إنّما سقط اعتباره عن الناطق بلفظه رخصةً، فإذا فقد اللفظ وجب العقد بالمعنى.

5- على أنّ المعروف من الأخرس [هو] الأبكم الأصمّ الذي لم يعقل الألفاظ و لا سمعها، و لا يعرف تلفّظ الناس، بل يظنّ أنّ الخلق جميعاً مثله في إبراز المقاصد، و هذا لا يتصوّر فيه عقد القلب بالقراءة و ألفاظها. و لذا قال في كشف اللثام: «إنّ عليه ما يراه من المصلّين من تحريك الشفة و اللسان» ( [4]). و لم يعتبر فيه عقد القلب بالقراءة لعدم إمكانه كما صرّح به ( [5]) أيضاً.

و عليه يكون حينئذٍ مثله [/ هذا الأخرس الأبكم الأصمّ] خارجاً عن عبارات الأصحاب، و أنّها إنّما تتمّ في الأخرس الذي يسمع و يعقل و يعرف القرآن و الذكر، أو يعرف أشكال معاني الحروف إذا نظر إليها، إلّا أنّه لا يستطيع التلفّظ بها لعارض عرض له في لسانه مثلًا.


[1] البيان: 159. الدروس 1: 173. الذكرى 3: 313.

[2] الذكرى 3: 313.

[3] جامع المقاصد 2: 254.

[4] كشف اللثام 4: 27.

[5] المصدر السابق: 26.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 5  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست