و لعلّ مراد الأصحاب بالإدغام الصغير- الذي نقلوا الإجماع على وجوبه- هذا لا مطلق ما عرفت.
مع أنّه قد يستثنى منه أيضاً حرف المدّ، نحو (آمَنُوا) ( [1]) و (عَمِلُوا) ( [1]) و (الَّذِي يُوَسوِسُ) ( [3]) فإنّه واجب الإظهار، بل يمكن دعوى منافاة المدّ للإدغام.
أمّا لو اريد بالإدغام الصغير ما يشمل جميع ما سمعت- ممّا ادّعي وجوبه عند سائر القراء- ففيه بحث أو منع كالبحث أو المنع في وجوب إدغام التنوين و النون الساكنة- إذا كانت طرفاً- في اللام و الراء بغنّة الذي نقل إجماع القرّاء السبعة عليه عن التيسير ( [4]) و سراج القاري و الشاطبيّة ( [5])، نحو (هُدى لِلمُتَّقِينَ) ( [6])، (مِن رَبِّكَ) ( [7])، (وَ لَكِن لَا يَعلَمُونَ) ( [8]).
بل نقلوه ( [9]) أيضاً على إدغامهما في حروف «ينمو» الأربعة مصاحباً للغنّة إلّا من خلف فلا غنّة في الياء و الواو نحو «من يقو [ل]»، (وَ بَرقٌ يَجعَلُونَ) ( [10])، (مِن نُورٍ) ( [11])، (يَومَئِذٍ نَاعِمَةٌ) ( [12])، (مِمَّن مَنَعَ) ( [13])، (مَثَلًا مَا بَعُوضَةً) ( [14])، (مِن وَالٍ) ( [15])، (غِشَاوَةٌ وَ لَهُم) ( [16]).
أمّا إذا كانت النون وسطاً فعن الشاطبي ( [17]) و جماعة الإجماع على وجوب إظهارها نحو (الدُّنيَا) ( [18]) و (بُنيَانٌ) ( [19]) و (قِنوَانٌ) ( [20]) و (صِنوَانٌ) ( [21]) لئلّا تشتبه بالمضاعف نحو حيّان و بوّان، بل قيل ( [22]) أيضاً: إنّه حكي الإجماع مستفيضاً على إظهارهما [/ التنوين و النون الساكنة] معاً قبل حروف الحلق، و أنّهم أجمعوا على قلبهما ميماً عند الباء نحو (مِن بَعِد) ( [23])، (صُمٌّ بُكمٌ) ( [24])، بل عن ابن مالك التصريح به أيضاً ( [25]).
و أمّا حالهما [/ التنوين و النون الساكنة] عند غير الذي عرفت من باقي الحروف، فعن الشاطبيّة و سراج القاري الإجماع أيضاً ( [26]) على إخفائهما مع بقاء غنّتهما، و الإخفاء حالٌ بين الإدغام و الإظهار، عارٍ من التشديد. و أمّا الميم فإن لاقت الباء غنّت، و إن لاقت غيرها من سائر الحروف ظهرت.