................

-

و اللام و النون و الميم و الباء ( [1]). و التفصيل يطلب من مظانّه؛ لأن لا غرض لنا يتعلّق به [/ التفصيل] و لا بغيره من أقسام الإدغام الكبير؛ إذ لم يعرف أحداً قال بوجوب شيء منه من الأصحاب كما اعترف به بعض مشايخنا ( [2])، بل لو لا الإجماع المدّعى على القراءة بالسبع أو العشر لأمكن التوقّف في القراءة ببعض أفراده خصوصاً مع استلزامه تغيير كيفيّة الحرف بالإسكان أو الإبدال؛ إذ لذلك سمّي كبيراً. بل يمكن المناقشة في إطلاق الوجوب في الإدغام الصغير و إن نُسب إلى الفقهاء و لم يعرف الكركي فيه خلافاً ( [3])؛ ضرورة عدم الدليل على وجوبه في مطلق المتقاربين في النحو و لا في الصرف، بل و لا في علم القراءة؛ إذ حروف الحلق و هي «اهع- حغخ» متقاربة المخرج، و كذا حروف أصل اللسان كالقاف و الكاف، و حروف وسطه كالياء المثنّاة التحتانية و الشين و الجيم، و حروف طرفه كالصاد و السين و الراء، و حروف الشفة العليا كاللام و النون و الثاء و الذال و الظاء، و حروف الشفة السفلى و هي التاء و الدال و الطاء، و حروف الشفتين كالفاء و الباء و الواو و الميم و إن تفاوتت بالجهر و الهمس و الشدة و الرخاوة و غيرها من الأوصاف.

و قد اختلفوا في إدغام كثير منها مع تقارب المخرج [في موارد]:

1- كالذال في الجيم و الزاء و السين و الصاد و التاء و الدال، نحو (إِذ جَعَلنَا) ( [4])، و (إِذ زَيَّنَ) ( [5]) و (إِذ سَمِعتُمُوهُ) ( [6])، و (إِذ صَرَفنَا) ( [7])، و (إِذ تَبَرَّأَ) ( [8])، و (إِذ دَخَلُوا) ( [9])، فعن أبي عمرو و هشام الإدغام، و عن عاصم و الحرميّين الإظهار ( [10]).

2- و الدال في الجيم و السين و الشين و الصاد و الذال و الراء ( [11]) و الضاد و الظاء، نحو (لَقَد جَاءَكُم) ( [12])، (لَقَد سَمِعَ) ( [13])، (قَد شَغَفَهَا) ( [14])، (لَقَد صَرَّفنَا) ( [15])، (لَقَد ذَرَأنَا) ( [16])، (لَقَد زَيَّنَّا) ( [17])، (فَقَد ضَلَّ) ( [18])، (فَقَد ظَلَم) ( [19])، فعن الأكثر الإدغام، و عن عاصم و ابن كثير و قالون الاظهار ( [20]).

3- و تاء التأنيث في ستّة: الجيم و السين و الصاد و الزاء و الثاء و الظاء، نحو (نَضِجَت جُلُودُهُم) ( [21])، و (كَذَّبَت ثَمُودُ) ( [22])، و (انزِلَت سُورَةٌ) ( [23])، و (حَصِرَتَ صُدُورُهُم) ( [24])، و (خَبَت زِدنَاهُم) ( [25]) و كَانَت

[1] النشر في القراءات العشر 1: 286.

[2] كشف الغطاء 3: 180.

[3] فوائد الشرائع (حياة الكركي) 10: 154- 155.

[4] البقرة: 125.

[5] الأنفال: 48.

[6] النور: 12، 16.

[7] الأحقاف: 29.

[8] البقرة: 166.

[9] الحجر: 52. ص: 22.

[10] التيسير في القراءات السبع: 42.

[11] الصحيح: «و الزاء».

[12] البقرة: 92. التوبة: 128.

[13] آل عمران: 181.

[14] يوسف: 30.

[15] الإسراء: 41، 89. الكهف: 54.

[16] الأعراف: 179.

[17] الملك: 5.

[18] البقرة: 108. النساء: 116، 136.

[19] البقرة: 231. الطلاق: 1.

[20] التيسير في القراءات السبع: 42.

[21] النساء: 56.

[22] الحاقّة: 4. الشمس: 11.

[23] التوبة: 86. محمّد: 20.

[24] النساء: 90.

[25] الإسراء: 97.