و يستحبّ الأذان في اذُن المولود اليمنى، و الإقامة في اليسرى [1].
و كذا يستحبّ [الأذان] في اذُن من ساء خلقه [2]، و ينبغي أن يكون اليمنى [3].
-
(1) كما أرسله الصدوق عن الصادق (عليه السلام) قال: «المولود إذا ولد يؤذّن في اذُنه اليمنى و يقام في اليسرى» ( [1]).
و أشار إليه [الطباطبائي] في المنظومة بقوله:
و استفتح المولود بالأذان * * * يعصم من طوارق الشيطان
أذّن بيمناه و باليسرى أقم * * * كي يقرع الاذنين طيّب الكلم ( [2])
(2) لما أرسله الصدوق أيضاً عن الصادق (عليه السلام): «من لم يأكل اللحم أربعين يوماً فقد ساء خلقه، و من ساء خلقه فأذّنوا في اذُنه» ( [3]). قيل ( [4]): و مثله رواه في الكافي ( [5]) عن هشام بن سالم في الصحيح أو الحسن.
(3) لخبر أبان الواسطي عن الصادق (عليه السلام): «إنّ لكلّ شيء قوتاً و قوت الرجال اللحم، و من تركه أربعين يوماً فقد ساء خلقه، و من ساء خلقه فأذّنوا في اذُنه اليمنى» ( [6]). و ظاهر هذه الأخبار أنّ المدار على سوء الخلق مطلقاً.
بل في خبر حفص عن الصادق عن آبائه عن عليّ (عليهم السلام) قال: «كلوا اللحم فإنّ اللحم من اللحم، و من لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه، و متى ساء خلق أحدٍ من إنسان أو دابّة فأذّنوا في اذُنه الأذان» ( [7]).
و لقد أجاد العلّامة الطباطبائي في الإشارة إلى ذلك بقوله:
و قرماً [8] لأربعين يوما * * * أيقظ به فقد أطال نوما
قد ساء خلقاً حين خفّ إربه * * * و من يسوء خلقاً فهذا أدبه [9]
قيل ( [4]): و كذا يستحبّ في البيت؛ لخبر سليمان بن جعفر الحميري قال: سمعته يقول: «أذّن في بيتك فإنّه يطرد الشيطان، و يستحبّ من أجل الصبيان» ( [11]). قلت: لكن قد عرفت سابقاً أنّه يمكن إرادة الأذان الموظّف، لا أنّه أذان مخصوص لذلك؛ لأصالة عدم التعدّد، اللّهمّ إلّا أن يكون منشؤه قاعدة التسامح، و قاعدة عدم حمل المطلق على المقيّد، و الأمر سهل. و في الذكرى: أنّ «منها: الأذان المقدّم على الصبح» ( [12]). قلت: قد عرفت تحقيق البحث فيه بما لا مزيد عليه، هذا.
و قد شاع في زماننا الأذان و الإقامة خلف المسافر حتى استعمله علماء العصر فعلًا و تقريراً. إلّا أنّي لم أجد به خبراً، و لا من ذكره من الأصحاب، و اللّٰه أعلم.
[1] الفقيه 1: 299، ح 911. الوسائل 5: 456، ب 46 من الاذان و الإقامة، ح 2.