5- و مرسل أبي جعفر الأحول عن الصادق (عليه السلام) أيضاً، قال: «فرض اللّٰه الوضوء واحدة واحدة، و وضع رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) للناس اثنتين اثنتين» [1].
6- و مرسل عمرو بن أبي المقدام عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إنّي لأعجب ممّن يرغب أن يتوضّأ اثنتين اثنتين، و قد توضّأ رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) اثنتين اثنتين» [2].
7- و خبر الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) أنّه قال في كتاب إلى المأمون: «إنّ الوضوء مرّة فريضة و اثنتان إسباغ» [3].
8- و مفهوم قول الصادق (عليه السلام) في خبر عبد اللّه بن بكير: «من لم يستيقن أنّ واحدة من الوضوء تجزيه لم يؤجر على اثنتين» [4].
9- و خبر داود الرقي على ما نقل عن الكشي في كتاب الرجال، قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك كم عدّة الطهارة؟ فقال: «أمّا ما أوجبه اللّٰه فواحدة، و أضاف إليها رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله و سلم) واحدة لضعف الناس و من توضّأ ثلاثاً فلا صلاة له.
أنا معه في ذا حتى جاء داود بن زربي، فسأله عن عدّة الطهارة فقال له: ثلاثاً، من نقص عنه فلا صلاة له، قال: فارتعدت فرائصي و كاد أن يدخلني الشيطان، فأبصر أبو عبد اللّه (عليه السلام) إليَّ- و قد تغيّر لوني- فقال: اسكن يا داود، هذا هو الكفر أو ضرب الأعناق، قال:
فخرجنا من عنده، و كان ابن زربي إلى جوار بستان أبي جعفر المنصور، و كان قد القي إلى أبي جعفر أمر داود بن زربي، و أنّه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمّد (عليهما السلام) فقال أبو جعفر المنصور: إنّي مطّلع إلى طهارته، فإن هو توضّأ وضوء جعفر بن محمّد (عليهما السلام)- فإنّي لأعرف طهارته- حقّقت عليه القول و قتلته، فاطّلع- و داود يتهيّأ للصلاة- من حيث لا يراه، فأسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثاً كما أمره أبو عبد اللّه (عليه السلام)، فما أتمّ وضوءه حتى بعث إليه أبو جعفر المنصور فدعاه، قال: فقال داود: فلمّا أن دخلت رحّب بي و قال:
يا داود قيل فيك شيء باطل، و ما أنت كذلك، قد اطّلعت على طهارتك، و ليس طهارتك طهارة الرافضة، فاجعلني في حلٍّ، و أمر له بمائة ألف درهم، قال: فقال داود الرقي: التقيت أنا و داود بن زربي عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: فقال داود بن زربي: جعلت فداك حقنت دماءنا و نرجو أن ندخل بيمنك و بركتك الجنّة. فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): فعل اللّٰه ذلك بك و بإخوانك من جميع المؤمنين، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) لداود بن زربي: حدّث داود الرقي بما مرّ عليكم حتى تسكن روعته، قال: فحدّثته بالأمر كلّه، قال: فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام): لهذا أفتيته؛ لأنّه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو، ثمّ قال: يا داود بن زربي توضّأ مثنى مثنى، و لا تزدن عليه، فإن زدت فلا صلاة لك» [5].