responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 429

[التحقيق] (1): أنّ النيّة عبارة عن الداعي الذي يحصل للنفس بسببه انبعاث و ميل إلى الفعل (2). فظهر بذلك أنّه لا تنحصر النيّة في الصورة المخطرة بالبال (3).

فنقول حينئذٍ: يكتفى بقيام الداعي في المكلّف، لكن لا بدّ من حصول الإرادة للفعل حين التعقّل و إن غفل عن الداعي له في ذلك الوقت، لكن بحيث لو سئل لقال: اريد الفعل لذلك، و بهذا تظهر الثمرة بينه و بين القول بالإخطار، فتأمّل جيّداً.

و لعلّ الأولى أن يجعل المدار- بناءً على الداعي- على ما لا يعدّ في العرف أنّه فعل ساهٍ خالٍ عن القصد ليكتفى بذلك، و يأتي [1]- إن شاء اللّٰه تعالى- في الاستدامة للبحث تتمّة.


(1) من هنا [ممّا تقدّم] كان التحقيق [ذلك].

(2) فإنّ المكلّف إذا دخل عليه وقت الظهر مثلًا و هو عالم بوجوب ذلك الفرض سابقاً، و عالم بكيفيّته و كمّيته، و كان الغرض الحامل على الإتيان به إنّما هو الامتثال لأمر اللّٰه، ثمّ قام من مكانه و سارع ثمّ توجّه إلى المسجد و وقف في مصلّاه مستقبل القبلة، فأذّن و أقام ثمّ كبّر و استمرّ في صلاته، فإنّ صلاته صحيحة شرعية مشتملة على النيّة و القربة.

(3) لا يقال: إنّ الإخطار أشدّ في حصول الإخلاص.

لأنّا نقول: إنّه ينبغي القطع في عدم مدخلية ذلك فيه [الإخطار في الإخلاص]، أ لا ترى أنّه إذا غلب على قلب المدرّس أو المصلّي حبّ الشهرة و السمعة و ميل القلوب إليه لكونه صاحب فضيلة أو ملازم عبادة، و كان ذلك هو الحامل له على تدريسه و عبادته، فإنّه لا يتمكّن من نيّة القربة و الإخلاص فيها و إن قال بلسانه و تصوّر بجنانه: اصلّي أو ادرِّس قربة إلى اللّٰه، كما هو واضح.

و حاصل الفرق بين القول ب[أنّ النيّة هي] الإخطار و [بين كونها] الداعي:

إمّا بأن يقال: إنّ الأوّل يؤول إلى إيجاب العلم بالحضور وقت الفعل، بخلاف الثاني؛ فإنّه يكتفى بالحضور من دون علم و التفات للذهن.

و ما عساه يظهر من بعضهم- من أنّه بناءً على الداعي يكتفى بوجوده و إن غاب عن الذهن حال الفعل، و لذا لم يفرّقوا بين الابتداء و الاستدامة- ممّا لا ينبغي الالتفات إليه و يقطع بفساده، و كيف يعد مثل هذا الفعل في العرف بمجرّد هذا العزم السابق منويّاً و مقصوداً؟!

أو يقال في الفرق بينهما: إنّ المراد بالداعي إنّما هو العلّة الغائية للفعل، الباعثة للمكلّف على إيجاده في الخارج. و هو [مدفوع بأنّه] ليس من النيّة في شيء، بناءً على ما ذكرنا أنّها مجرّد القصد و الإرادة، و إطلاق لفظ النيّة عليه في لسان بعضهم إنّما هو بحسب الاصطلاح المتأخّر.


[1] يأتي في ص 452.

نام کتاب : جواهر الكلام في ثوبه الجديد نویسنده : النجفي الجواهري، الشيخ محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست