الجهة الثانية في أنّ صيغة الأمر هل هي موضوعة لمعنىً واحد أو لمعانٍ متعدّدة؟
ذكر لصيغة الأمر معانٍ [1]، كما ذكر لهمزة الاستفهام معانٍ.
فيقع الكلام في أنّ تلك المعاني هل معانيها بنحو الاشتراك اللفظي، أو لها معنىً واحد- و هو البعث أو إنشاء الطلب- و الدواعي الكثيرة لا توجب المجازية أو أنّ في واحد منها حقيقة و في الباقي مجاز؟ وجوه، بل أقوال.
و الظاهر أنّ المتبادر من صيغة الأمر: هو البعث و الإغراء الاعتباري في عالم
[1]- قلت: و قد أنهاها بعضهم- كما حكي- إلى نيف و عشرين معنى (أ)، نشير إلى بعضها:
منها: التمنّي، كقول امرئ القيس:
ألا أيّها الليل الطويل أ لا انجلي بصبحٍ و ما الإصباح منك بأمثل (ب)