فان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله و جرى عليه رزقه و امن [1] الفتان. و اقله ثلاثة ايام و اكثره اربعون يوما فان زاد كان ثوابه ثواب المجاهدين، ففى حسنة محمد بن مسلم و زرارة عن ابى جعفر و ابى عبد اللّٰه (ع) قال الرباط ثلاثة ايام و اكثره اربعون أياما فاذا [1] جاوز ذلك فهو جهاد.

ثم اذا كان فى حال حضور الامام و اذنه فى القتال فلا اشكال و اما فى حال الغيبة او الحضور مع عدم الاذن فلا يجوز له الابتداء بالقتال بل يحفظهم عن الدخول إلى بلاد الاسلام و يعلم المسلمين بأحوالهم و ان بدءوا بالقتال فيقاتلهم دفاعا لا جهادا و لو عجز عن المرابطة فيرابط فرسه او غلامه او يعينهم بما امكنه احتسابا عند اللّٰه و طلبا للأجر العظيم و يصح نذر المرابطة و يجب الوفاء به و كذا لو نذر شيئا للصرف فى الرباط و المرابطين يجب الوفاء به عند الاكثر و كك من آجر نفسه فى الرباط فلا يجب عليه رد ما اخذه و ان كان فى حال الغيبة.

و للشيخ فى المسألتين خلاف و تفصيل و الاظهر ما عليه الاكثر لعدم مقاومة الرواية التى استند بها الشيخ لعمومات الادلة. و قال فى الدروس: كل من وطّن نفسه على الاعلام و المحافظة من اهل الثغور فهو مرابط و يكره نقل الاهل و الذرية اليه.

و اما السؤال عن معنى بيضة الاسلام و المسلمين فى كلام العلماء و الاخبار: فالظاهر ان «المسلمين» معطوف على «البيضة» لا على الاسلام كما يظهر من كلام بعضهم و قد عرفت تفسير الشهيد فى الدروس بانه اصله و مجتمعه. و قد فسّره الشهيد الثانى ايضا فى الروضة بذلك و كذلك غيره. و قال فى القاموس: «البيضة حوزة كل شىء». و قال ايضا «بيضة البلد، واحده الذي يجتمع اليه و يقبل قوله» و قال ايضا «الحوزة، الناحية و بيضته» و قال ايضا «انها بيضة الحديد [2] و بيضة الطائر» و قال ايضا «الناحية الجانب» و قال فى مجمع البحرين: بيضة الاسلام: جماعته و منه الدعاء «لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيح بيضتهم» اى مجتمعهم و موضع سلطانهم و مستقر دعوتهم اراد عدوا

[1]: كنز العمال: ج 2 ص 253. و الحديث عامى مقبول

[2] و بالفارسية «خود جنگى- كلاه آهنين نظامى- كلاه ايمنى»

[1] وسائل: ج 11 ص 19، ابواب جهاد العدو باب 6 ح 1