نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي جلد : 1 صفحه : 28
الصحابة في الدنيا، مات سنة عشر و مائة [1] انتهى. و هذان الكتابان و هما الاستيعاب و المختصر من كتب رجال العامّة. و في الكشّي في ترجمة عامر بن واثلة أبي الطفيل هذا بإسناده إلى شهاب بن عبد ربّه «قال: قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام): كيف أصبحت جعلت فداك؟ قال: أصبحت أقول كما قال أبو الطفيل، يقول
و إنّ لأهل الحقّ لا بدّ من دولة * * * على الناس إيّاها أُرجّي و أرقب
ثمّ قال: أنا و اللّٰه ممّن يرجي و يرقب» و كان يقول: ما بقي من السبعين غيري [2]. و أراد بهم الذين قتلوا مع الحسين (عليه السلام)، و يظهر منه أنّه من أصحابه (عليه السلام) أيضاً، و من كلامه
و بقيت سهماً من الكنانة واحداً * * * سترمي به أو يكسر السهم كاسره [3]
و كان يحفظ الأحاديث على ما يكون، و لا يخلي دخول الغلط فيها. و من لطيف ما وقع بين محمّد بن علي بن النعمان أبي جعفر الأحول الملقّب بمؤمن الطاق و بين أبي حنيفة أنّه قال له يوماً: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال: نعم، فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار، فإذا عدت أنا و أنت رددتها إليك، فقال له في الحال: أُريد ضميناً يضمن لي أنّك تعود إنساناً، فإنّي أخاف أن تعود قرداً فلا أتمكّن من استرجاع ما أخذت منّي [4]. ثمّ من العجب أنّ هذا الرجل الناصبيّ المعتزليّ صاحب التفسير يفوه بكلّ ما خطر بباله و لا يراعي ما عليه من مآله، و لعلّه ذهب عنه ما نقلوه في كتبهم أنّ المهدي (عليه السلام) إذا خرج نزل عيسى (عليه السلام) فصلّى خلفه، و نزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته؛ لأنّه تعالى قال: «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رٰافِعُكَ إِلَيَّ»[5] أ لا يرى الىٰ قوله تعالى: «أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقٰالَ لَهُمُ اللّٰهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيٰاهُمْ»[6] فهؤلاء ماتوا ثمّ رجعوا إلى الدنيا، و قال اللّٰه تعالى في