responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 220

يستفاد منه أنّ الهمّ بالمعصية و القصد إليها ذنب يعاقب عليه، فإنّه جعل ذلك من منافيات العصمة، إلّا أن يقال: جعل الهمّ بالمعصية منافياً للعصمة لا يقتضي كونه ذنباً؛ لجواز كونه من قبيل السهو و النسيان، فإنّهما ينافيان العصمة عند أكثر الإماميّة و ليسا من الذنوب. و من الغريب أنّ الشيخ البهائي نقل هذا الوجه عن والده الماجد بعد أن نقل قبل ذلك تتمّة الحديث كما سبق، و لم يتنبّه بما يرد عليه من الإيراد، و لعلّه تنبّه لذلك و لكنّه اكتفى في دفعه بما نقله في الحاشية بقوله: ورد في الحديث أنّ ابن آدم إذا همّ بالحسنة كتبت له حسنة، و إذا همّ بالشرّ لم يكتب عليه شيء حتّى يعمل [1]. و فيه ما عرفته، و كذا فيما قبل أنّ المراد بنيّة المؤمن اعتقاده الحقّ، و لا ريب أنّه خير من أعماله؛ إذ ثمرته الخلود في الجنّة، و عدمه يوجب الخلود في النار، بخلاف العمل. و بهذا يزول الإشكال فيما يروى من تتمّة الحديث من قوله (صلى الله عليه و آله): «و نيّة الكافر شرّ من عمله» نظر، إذ النيّة في اللغة هي القصد و العزم على الفعل، اسم من نويت نيّة، أي: قصدت و عزمت، ثمّ خصّت في غالب الاستعمال بعزم القلب على أمر من الأُمور، و في عرف الفقهاء عبارة عن إرادة إيجاد الفعل على الوجه المأمور به شرعاً، و لا يطلق على الاعتقاد أصلًا، حقّا كان أو باطلًا. و ذكر الصدوق في علل الشرائع أنّه (عليه السلام) لمّا سئل عن قوله (صلى الله عليه و آله): «نيّة المؤمن خير من عمله» قال في الجواب: لأنّه ينوي من الخير ما لا يدركه، ثمّ قال في جواب «و نيّة الكافر شر من عمله»: و ذلك لأنّ الكافر ينوي الشرّ و يأمل من الشرّ ما لا يدركه [2]. و إلى مثل ذلك يأوّل ما قيل في توجيه الخبر: إنّ المؤمن ينوي خيرات كثيرة لا يساعده الزمان على عملها، فكأنّ الثواب المترتّب على نيّاته أكثر من الثواب المترتّب على أعماله القليلة.


[1] راجع الأربعين: 233 ح 37.

[2] علل الشرائع: 524 ح 2.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست