و بعد أن تحققت جميع شروط الاستبدال في تاريخ بني اسرائيل حلت بهم حينئذ عقوبة الاستبدال التي تمثلت في مأساة التيه أربعين سنة في صحراء سيناء فسلبهم اللّه تعالى كل النعم التي كان يغدقها عليهم قبل التيه، كالمن و السلوى و تظليلهم بالغمام لتقيهم من حرارة الشمس و تفجير اثنتي عشرة عينا من الماء العذب، لشربهم و أرتواء مواشيهم و سقي مزارعهم، و غير ذلك من النعم الأخرى التي ذكرها اللّه تعالى في قوله: يََا بَنِي إِسْرََائِيلَ اُذْكُرُوا نِعْمَتِيَ اَلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى اَلْعََالَمِينَ[2] . وَ ظَلَّلْنََا عَلَيْكُمُ اَلْغَمََامَ وَ أَنْزَلْنََا عَلَيْكُمُ اَلْمَنَّ وَ اَلسَّلْوىََ كُلُوا مِنْ طَيِّبََاتِ مََا رَزَقْنََاكُمْ وَ مََا ظَلَمُونََا وَ لََكِنْ كََانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[3] ، وَ إِذِ اِسْتَسْقىََ مُوسىََ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اِضْرِبْ بِعَصََاكَ اَلْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اِثْنَتََا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنََاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَ اِشْرَبُوا مِنْ